معتصم رسلان، المدير الإقليمي للمبيعات لدى روكوس نتوركس في الشرق الأوسط وإفريقيا, في حوار مع “تشانيل بوست العربية”, يتحدث خلاله عن دور و أهمية تطوير البنية التحتية للشبكات اللاسلكية مع تتنامى حركة البيانات و تعدد مجالات الإستخدام و الكثافة في ظل تطوير المدن الذكية:
- ما مدى أهمية شبكات الاتصال اللاسلكية في المدن الذكية؟
هناك أكثر من مفهوم للمدينة الذكية ولكن المفهوم الأرجح لها هو مدينة رقمية تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أنظمة مرور تدار آلياً، وأنظمة تسيير المباني، وخدمات إدارة الأمن المتطورة وغيرها الكثير. ومع استمرار تطور المدن إلى مدن ذكية تجري العديد من المبادرات، ويتطلب تطبيقها إلى احتياجات مختلفة للاتصال بالإنترنت. وهنا يبرز دور تقنيات الاتصال اللاسلكية كحلول لمبادرات المدن الذكية.
يعتبر الاتصال بالانترنت حجر الأساس وأحد أهم العناصر لتحقيق التطور الناجح للمدن الذكية، لقد صُممت حلول روكوس المبتكرة لضمان الحفاظ على العديد من الخصائص الرائدة التي تتماشى مع أهداف المدينة الذكية، بما فيها قابلية التطوير، والاستثمار على عدة مستويات، والمرونة الهيكلية، وواجهات برمجة التطبيقات الشاملة، التي تم توحيدها جميعاً ضمن وحدة تحكم موحدة، ومدارة، ومركزية، على نحو متسق. كما أنها تسمح لشركات الاتصالات بإدارة حركة بيانات المشتركين على نطاق واسع، بالإضافة إلى دمج تدفقات حركة البيانات مع بيانات الشبكة ضمن بنية الشبكة الحالية.
- كيف تسهم الشبكات اللاسلكية في تطوير المدن الذكية؟
يكمن السبب في تبني قادة المدن مفهوم المدينة الذكية لأنه يتعهد بتقديم طريقة جديدة للعيش من خلال التقنيات المبتكرة، وتساعدهم على حل بعض من التحديات الكبيرة التي تواجههم بدءاً من عمليات النقل، وأنظمة المرور إلى إنارة الشوارع وتسيير المباني وإدارة النفايات وأكثر من ذلك بكثير.
ستدعم الشبكات اللاسلكية في المدن الذكية النمو الاقتصادي للمدينة، وستساهم في إدارة مستدامة للبنية التحتية، كما تحد من الفجوة الرقمية، حيث لايزال أكثر من 30% من سكان العالم بدون اتصال بالإنترنت، ومن الضروري اليوم في الاقتصاد الرقمي أن يتمكن أي شخص يريد الوصول إلى الإنترنت من الوصول إليه. كما ستساعد الشبكات اللاسلكية على تلبية متطلبات الزيادة المتوقعة لجميع المقيمين والزوار، وحتى الشركات في الحصول على تجربة متنقلة ومتصلة بالإنترنت بالكامل.
على الرغم من توفر الكثير من خيارات الاتصال المختلفة، إلا أن بناء شبكة لاسلكية للاتصال هو الخطوة الأولى نحو المدينة الذكية. هناك حاجة إلى شبكات لاسلكية عبر المدينة بأكملها لأتمتة أي عملية ولنقل المعلومات والبيانات. لقد شجع نجاح تقنية الاتصال اللاسلكي العديد من إدارات المدن على البحث عن طرق لبناء تغطية لاسلكية على مستوى المدينة – مما يساعد على ربط مختلف الأنظمة من وسائل النقل إلى إدارة النفايات وإنارة المدن وغيرها.
- ما مدى استعداد البنية التحتية الخاصة بالشبكات اللاسلكية في الشرق الأوسط؟
تقود الدول في منطقة الخليج العربي دول الشرق الأوسط في البنية التحتية للشبكة اللاسلكية وفي مجال الابتكار أيضاً. لقد تحولت العديد من الدول المدن مثل دبي وأبو ظبي إلى مدن ذكية. تشجع رؤية الحكومات مثل مبادرة مسرعات دبي المستقبل على تنفيذ أحدث التقنيات والاستثمار في البنى التحتية الجاهزة اللاسلكية. لقد صنفت أبو ظبي كأفضل مدينة ذكية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وفقاً لدراسة حديثة من معهد ماكينزي العالمي. كما احتلت دبي المركز الثاني في أفضل ثلاث مدن ذكية نموذجية في العالم.
- ما هي أبرز التوجهات الرئيسية في سوق الشبكات اللاسلكية عالمياً؟
تتنامى حركة البيانات ومحتوى الفيديو على الصعيد العالمي بمعدلات عالية ومضاعفة، نظراً للتزايد الكبير في أعداد الأجهزة المتصلة بالشبكة، حيث تشير توقعات شركة “إيه بيه آي ريسيرش” إلى أن عدد شحنات الأجهزة القابلة للاتصال بشبكات الواي فاي اللاسلكية سيبلغ 35 مليار جهاز تقريباً بحلول العام 2022. كما سترتفع حركة البيانات ومحتوى الفيديو أيضاً بسبب ارتفاع معدل استهلاك البيانات لكل جهاز، مدفوعةً باستخدام العديد من التطبيقات الحديثة مثل بث الفيديو المباشر بتقنية الـ 4K، وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وألعاب الفيديو التشاركية التي تعمل خلال البث المباشر عبر الشبكة.
كما أن كثافة أعداد الأشخاص والأجهزة والتطبيقات المتعطِّشة للنطاق الترددي يجعل من الصعوبة بمكان معالجة التحديات التي تواجه تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية حالياً. كما يعزز انتشار ظاهرة تنويع فئات الأجهزة والتطبيقات، مثل الرسائل الفورية ورسائل التحكم بتقنيات إنترنت الأشياء والاتصال الصوتي عبر شبكة الواي فاي، من مستوى التعقيد الكبير الذي تعاني منه هذه البيئة بالدرجة الأولى.