رواد الأعمال والمبتكرون من جيل الألفية يقودون مستقبل التكنولوجيا
تشكل المساهمات الكبيرة والقيّمة التي قدمها جيل الألفية في مجالي الأمن الإلكتروني وإنترنت الأشياء إحدى المحاور الرئيسية لفعاليات دورة العام 2018 من مؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات ’جيسيك‘ و’معرض إنترنت الأشياء‘. وتقام هذه الفعاليات بمشاركة كوكبة من الشباب الذين يقودون نخبة من المؤسسات والشركات المرموقة، بدءاً من إحدى الشركات الرائدة في مجال الأمن الإلكتروني والتي تعود جذورها إلى غرفة نوم مؤسسها عندما كان في الرابعة عشرة، وصولاً إلى كبار اللاعبين في القطاع والذين يطلقون البرامج التدريبية المتنوعة في مجال الأمن الإلكتروني للطلاب والمهنيين الشباب.
وتندرج دورة العام 2018 لكلتا الفعاليتين ضمن إطار “أسبوع تقنيات المستقبل” الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي حتى 3 مايو الجاري، وذلك بدعم عدد من الجهات رفيعة المستوى مثل ’مركز دبي للأمن الإلكتروني‘، وشرطة دبي، ومبادرة ’دبي الذكية‘.
ويجمع “أسبوع تقنيات المستقبل” تحت مظلته مجموعة واسعة من ألمع العقول الشابة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المتخصصين في مجال الأمن الإلكتروني، والمبرمجين المبتكرين، ومستشرفي المستقبل في مجال التكنولوجيا. ويشغل الكثير من هؤلاء مناصب إدارية رفيعة المستوى في كبريات الشركات العالمية، حيث يمتازون بأفكارهم النيرة بالرغم من صغر أعمارهم والتي لا تتجاوز سن التخرج من الجامعة إلا ببضع سنوات قليلة.
وتمثّل شركة ’مالوير بايتس‘ ومؤسسها خير مثال على ذلك. فحتى قبل ذهابه إلى الجامعة، نجح مارسين كلينزينسكي في إرساء الأسس لما يمكن أن يتحول إلى أحد الحلول فائقة التطور في مجال التصدي للهجمات البرمجية ومكافحتها، والذي تم تصنيفه كإحدى التقنيات “الواعدة” في مجال “منصات حماية النقاط الطرفية” بحسب تقرير ’غارتنر ماجيك كوادرانت 2018‘
وكانت مسيرة كلينزينسكي- وهو ابن أحد المهاجرين البولنديين إلى الولايات المتحدة- في شركة ’مالوير بايتس‘ قد بدأت عندما كان في الرابعة عشرة من عمره حين تسبب بإصابة حاسوب والديه المحمول بفيروس نتيجة تنصيب إحدى ألعاب الفيديو المُقرصَنة عليه. ونتيجة لذلك، سعى كلينزينسكي للحصول على المشورة من المنتديات على شبكة الإنترنت، وهو قرار أفضى إلى تأسيس شركة ’مالوير بايتس‘ بعد 4 أعوام.
ومؤخراً، فاز كلينزينسكي البالغ من العمر 27 عاماً بلقب “أفضل رئيس تنفيذي” خلال حفل توزيع “جوائز التميز العالمية”، كما تم اختياره ليكون ضمن قائمة مجلة ’فوربس‘ لـ “أفضل 30 شخصية تحت 30 عاماً” كأحد “النجوم الصاعدين في مجال تكنولوجيا الشركات”، فضلاً عن حصوله على ترتيب متقدم ضمن “أفضل 40 شخصية تحت 40 عاماً” من مجلة ’سيليكون فالي بيزنس جورنال‘.
وكانت شركة ’مالوير بايتس‘ قد سجّلت إيرادات سنوية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي خلال عام 2017، وهي توظف حالياً 700 شخص حول العالم – بعد أن بلغ عدد موظفيها 165 شخصاً في عام 2015. وانسجاماً مع هدف كلينزينسكي الأساسي المتمثل في إنشاء “مشروع مجتمعي”، تشهد ’مالوير بايتس‘ يومياً 500 ألف عملية تحميل لأداتها المجانية المتخصصة بإصلاح الحواسيب، والتي تكافح التهديدات الرئيسية على أجهزة الحاسوب الشخصية.
وفي هذا السياق، قال أنتوني أومارا، نائب رئيس شركة ’مالوير بايتس‘ في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: “في الوقت الذي تحظى فيه قصة تأسيس ’مالوير بايتس‘ في غرفة نوم كلينزينسكي بشهرة أسطورية في القطاع، فإن قلة من الناس يعلمون بشأن الطابع الخيري الذي تنطوي عليه الشركة والذي يتجلى في عدد كبير من المدارس حول العالم، وقد بدأنا بإطلاقه في دولة الإمارات. إذ تستحوذ هذه المبادرات الخيرية على شغف كلينزينسكي لأسباب لا تخفى على أحد”.
من ناحية أخرى، كشفت ’إنفو وتش‘، المجموعة الرائدة عالمياً في مجال توفير حلول الأمن الإلكتروني المتكاملة للشركات، النقاب خلال مشاركتها في فعاليات معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات عن افتتاح مركز تعليمي متخصص في مجالي التكنولوجيا الرقمية والأمن الإلكتروني، والذي يوفر برامج تدريبية مخصصة حول الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، وعلوم البيانات، ومنظومة التعاملات الرقمية ’بلوك تشين‘ إلى الطلاب والمهنيين المؤهلين. وبفضل التعاون الوثيق بين ’إنفو وتش‘ و”حكومة عجمان الرقمية”، أصبح المواطنون الإماراتيون ممن يندرجون ضمن فئة جيل الألفية يشكلون نسبة كبيرة من موظفي المركز.
وحول هذا الموضوع، قالت ألينا تارليتسكايا، مدير البرامج التعليمية في مجموعة ’إنفو وتش‘: “تلتزم مجموعة ’إنفو وتش‘ بشكل راسخ برعاية الأجيال الجديدة من المتخصصين في مجال الأمن الإلكتروني والذين يتقنون مجالات الأعمال، وعلوم البيانات، والتكنولوجيا، والأمن”.
وشهدت فعاليات اليوم الأول من “معرض إنترنت الأشياء” حدثاً استثنائياً، حيث أذهل المخترع بيير بارو، البالغ من العمر 21 عاماً، الحضور بتقديم “أنشودة دبي”، وهي أول أغنية تحتفي بمدينة من تأليف الذكاء الاصطناعي بالكامل. ويأتي هذا الإنجاز كثمرة للتعاون المشترك بين “أسبوع تقنيات المستقبل” و’أيفا تكنولوجيز‘، الشركة الأوروبية الناشئة والرائدة في توظيف الذكاء الاصطناعي للتأليف الموسيقي.
وقد أصبح من المألوف حالياً رؤية الأشخاص الشغوفين بالتكنولوجيا والبرمجيات من جيل الألفية وهم يشغلون المناصب الوظيفية حول العالم في مجالي الأمن الإلكتروني وإنترنت الأشياء. ويؤمن الكندي إيان خان، مستشرف مستقبل التكنولوجيا، بأن تأثير الشباب ومساهمتهم في رسم ملامح أماكن العمل المستقبلية ستشهد زيادة مطردة.
ويعكف خان حالياً على إنتاج فيلم ’بلوك تشين سيتي‘، وهو أول فيلم طويل من نوعه يعرض تطور تكنولوجيا منظومة التعاملات الرقمية ’بلوك تشين‘، والدور الذي يلعبه صانعو القرار على المستوى العالمي – بما في ذلك حكومة دبي – في نشر تقنيات ’بلوك تشين‘ ضمن المجتمعات. وقال خان: “تعمل مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص على إرساء الأسس وإنشاء البنى التحتية بهدف توفير المزيد من القيمة للتكنولوجيا المتطورة مستقبلاً”.
“وبالنظر لمنظومة التعاملات الرقمية ’بلوك تشين‘ على سبيل المثال، ندرك بأننا لم نكتشف سوى 1% فقط من إمكاناتها الهائلة، حيث ستسهم هذه التكنولوجيا في تحديد آلية عمل العالم من حولنا مستقبلاً. وتشهد أماكن العمل وأنظمة التعليم والمناصب الوظيفية تغيراً مستمراً، ولا شك أن جيل الألفية والأجيال التي تليه سيواصلون الدور الذي يلعبونه حالياً في دعم وتطوير عالم المستقبل. وستشكل الأسس التي نقوم بإرسائها القاعدة المثلى التي تتيح للأجيال الخمسة التالية البناء عليها”.