مدراء تقنية المعلومات من النساء يتوقعن ارتفاعاً في الميزانيات المخصصة لأقسامهن أكثر من الرجال خلال 2015
أشارت دراسة جديدة صادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى أن مدراء تقنية المعلومات من النساء يتوقعن ارتفاع ميزانية أقسامهن بنسبة 2.4 بالمائة خلال العام 2015، في حين يتوقع مدراء تقنية المعلومات من الرجال ارتفاع ميزانية أقسامهم بمعدل 0.8 بالمائة فقط. وقد شملت هذه الدراسة العالمية آراء 2,810 مدير تقنية المعلومات، يمثلون ميزانيات أقسام تقنية معلومات تتجاوز قيمتها الـ 397 مليار دولار، موزعة على 84 دولة حول العالم، وقد شكل مدراء تقنية المعلومات من النساء نسبة 13.6 بالمائة من المشاركين في الدراسة التي أجرتها جارتنر والخاصة بجدول أعمال مدراء تقنية الأعمال خلال العام 2015.
في هذا السياق قالت تينا نونو، نائب الرئيس وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: “للسنة الثانية على التوالي، توقعت النساء المشاركات في هذه الدراسة ارتفاع معدل الميزانية المخصصة لأقسامهن بدرجة أكبر من نظرائهن من الرجال. وعلى الرغم من عدم وضوح الأسباب الكامنة وراء هذا التباين في الرأي، إلا أن نتائج الدراسة تشير إلى أن مدراء تقنية المعلومات من النساء يبدين درجة أكبر من القلق والاهتمام بقصور الاستثمار في مبادرات المخاطر، مقارنةً بنظرائهن من مدراء تقنية المعلومات الرجال. كما تشير بيانات المخاطر، إلى جانب معدل الميزانيات، إلى أن مدراء تقنية المعلومات من النساء يركزن بشكل أكبر على جانب الموارد من المعادلة الرقمية، مقارنةً بنظرائهن من الرجال، لذا فإنهن يطلبن حصة مالية أكبر للميزانية المخصصة لتقنية المعلومات”.
كما أكدت نتائج الدراسة على حقيقة أن الغالبية العظمى من مدراء تقنية المعلومات، من كلا الجنسين، يرون بأن العالم الرقمي يخلق مخاطر جديدة وإضافية في بيئة أعمالهم. ومع ذلك، يبدي مدراء تقنية المعلومات من النساء قلقهن واهتمامهن بدرجة أكبر حيال عدم مواكبة مستويات الاستثمار في إدارة المخاطر وممارسات إدارة المخاطر للمستويات الجديدة والأعلى للمخاطر في عالم أضحى أكثر رقميةً، وذلك بنسبة 76 بالمائة من مدراء تقنية المعلومات من النساء مقابل 67 بالمائة من الرجال. بالإضافة إلى ذلك، يؤمن مدراء تقنية المعلومات من النساء بدرجة أكبر في واقع أن العالم الرقمي يخلق أنواعاً جديدةً ومختلفةً من المخاطر، لذا فإن عامل المرونة سيشكل العنصر الأهم في التعامل مع هذه المخاطر. ورغم أن البيانات تشير إلى أن النساء أكثر قلقاً حيال المخاطر الرقمية، إلا أنها تظهر أيضاً أن مدراء تقنية المعلومات من النساء هن أكثر درايةً بالمخاطر من نظرائهن من الرجال.
ويتوقع مدراء تقنية المعلومات من النساء التمكن من رفع معدل الميزانية بغض النظر عن التسلسل الإداري، الأمر الذي يكتسب أهمية مضاعفة عند وصول التقارير إلى المدير المالي (بنسبة 3.2 بالمائة)، و وصوله إلى فئة “أخرى” بنسبة 4.2 بالمائة. وانطلاقاً من نتائج هذه الدراسة الاستقصائية، فإن المناصب الأكثر شيوعاً والمدرجة ضمن فئة “أخرى” تشمل كلاً من المدير العام لتقنية المعلومات في الشركة (في إشارة إلى أن المستفتين في هذه الدراسة هم من مدراء أقسام أو وحدات أعمال تقنية المعلومات الذين يرفعون تقاريرهم إلى المدير العام لتقنية المعلومات في الشركة)، والمدير/المدير التنفيذي، ونائب الرئيس، والمدير العام، والمدير الإداري الأول، وفق هذا الترتيب. والعديد من هذه المناصب توازي في منزلتها منصب المدير التنفيذي، وبالتالي فإن رفع معدل الميزانية هو قرار يرتبط بحسابات المدير التنفيذي.
من جهة أخرى، أشارت بيانات الدراسة عندما تم التطرق عن كثب إلى موضوع إدارة التقنيات إلى أن مدراء تقنية المعلومات من النساء يتفقن بدرجة أكبر حيال تنامي أهمية عمليات التحليل داخل مؤسساتهن، حيث ترى 32 بالمائة من مدراء تقنية المعلومات من النساء أن هناك تحولاً كبيراً انطلاقاً من منظومة تقارير الدعم التحليلية نحو عمليات التحليل التوقعية، مقابل 22 بالمائة لنظرائهن من الرجال. ويتضح هذا الاختلاف بدرجة أكبر عندما يقوم مدير تقنية المعلومات برفع التقارير إلى الرئيس التنفيذي، عندها تصبح النسبة 42 و23 بالمائة فيما يتعلق بمدراء تقنية المعلومات من النساء والذكور على التوالي. وتعد البيانات التوقعية من العناصر التأسيسية للتوقعات والمناقشات الإستراتيجية، وبالتالي فإنها تحظى بأولوية قصوى بالنسبة للعديد من المدراء التنفيذيين.
و نجد أن التقارير الهيكلية تعكس أثراً بسيطاً على سلم الأولويات العليا وفق الجنس، وذلك باستثناء التحول الرقمي/التسويق الرقمي، الذي يعد أولوية هامة بالنسبة للعديد من كبار المدراء التنفيذيين الذين يضعون نصب أعينهم نمو الإيرادات، فقد انتقل ليحتل الأولوية الثالثة عندما يقوم مدراء تقنية المعلومات من النساء برفع التقارير إلى المدير التنفيذي، لكنه حافظ على الأولوية السادسة بالنسبة لمدراء تقنية المعلومات من الرجال. وعندما يقوم مدراء تقنية المعلومات من النساء برفع التقارير إلى المدراء الماليين، الذين يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على التكاليف الداخلية، تتراجع الأولوية إلى المركز السابع، في حين تحافظ هذه الأولوية عل مركزها بالنسبة لمدراء تقنية المعلومات من الرجال. وهي من الحالات العديدة التي أظهرتها بيانات الدراسة الاستقصائية، والتي أشارت إلى أن مدراء تقنية المعلومات من النساء يملكون قدرةً أكبر على التكيف مع تسلسل رفع التقارير، مقارنةً بنظرائهن من الرجال.
علاوةً على ذلك، وجدت الدراسة الاستقصائية أن مدراء تقنية المعلومات من النساء أكثر جرأةً على إظهار مدى حاجتهن لتغيير أسلوب إدارتهن في غضون السنوات الثلاث المقبلة، وذلك بالمقارنة مع مدراء تقنية المعلومات من الرجال (وذلك بنسبة 79 مقابل 74 بالمائة). ومع ذلك، تظهر البيانات بعض التباين الإحصائي الملحوظ، مشيرةً بذلك إلى أن مدراء تقنية المعلومات من الرجال والنساء يقضون أوقاتهم الإدارية على نحو مشابه، فهم يرون بأنهم يحتاجون إلى تغيير أسلوب إدارتهم على نحو مماثل تقريباً.