“نقص البيانات” يجعل من مهمة المدير المالي وعملية تحقيق الأرباح أكثر صعوبة
يعتمد أكثر من 46% من المدراء الماليين على حسهم الداخلي وغريزتهم عند اتخاذ قرارات الأعمال بدلاً من الوصول السريع إلى البيانات الداخلية الدقيقة، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤخر عملية اتخاذ القرار ويسهم في ارتكاب الأخطاء وتخفيض معدلات الربحية. وهذه هي بعض النتائج السلبية الناجمة عن تحديات نقص البيانات التي يواجهها المدراء الماليين وفقاً لدراسة حديثة استندت إلى استطلاع رأي عالمي شمل أكثر من 1.500 من صناع القرار في المجال المالي وأعلنت عنها اليوم “إبيكور سوفت وير كوربوريشن” (Epicor Software Corporation)، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال توفير حلول برمجيات الأعمال لشركات التصنيع والتوزيع والبيع بالتجزئة والخدمات.
وكشفت الدراسة أن عدم القدرة على الوصول إلى المعلومات المالية الصحيحة تؤثر مباشرة على أداء الأعمال وسمعة المدراء الماليين. وأشار 45% ممن استطلعت آراؤهم إلى أن نقص البيانات يعيق عملية اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وأن المعلومات غير الدقيقة هي السبب الرئيسي للأخطاء التنظيمية. وأظهر الاستطلاع أن المدراء الماليين في قطاع التصنيع/الهندسة هم على الأرجح من لديهم بنية تحتية أساسية لتكنولوجيا المعلومات المالية ورغبة ملحة للاعتماد على حدسهم في عملية اتخاذ القرار.
وتؤكد نتائج الدراسة أن نقص المعلومات المالية كان له تأثير سلبي أيضاً على ربحية الشركات. كما بينت أنه كلما اعتمد المدير المالي أكثر على المعلومات التجريبية في عملية صنع القرار، كلما كانت فرص زيادة الربحية أعلى. وأظهرت الدراسة كذلك أن المدراء الماليين الذين يعتمدون على البيانات التجريبية في عملية اتخاذ القرار بدلاً من حسهم الداخلي حققوا أرباحاً أعلى، حيث تمكن 72% منهم من تحقيق زيادة في الأرباح. وأشار حوالي نصف المدراء الماليون (46%) إلى أن “زيادة الأرباح” كان هدفهم الأول خلال العام الجاري.
كما رأى المدراء الماليون أن وضوح المعلومات المالية غالباً ما يكون أقل من المستوى التام في العديد من المجالات، حيث أشار نصف من استطلعت آراؤهم فقط أنهم لمسوا “وضوحاً جيداً” للمعلومات المالية بما في ذلك الأداء الكلي وأداء وحدة الأعمال، وأداء خط المنتجات والربحية، والمبيعات وتكاليف اليد العاملة، وتوقعات المبيعات، وتكاليف المواد الخام وربحية العملاء. وقال 1 من أصل 10 أنهم لمسوا “وضوحاً دون المستوى” للمعلومات المالية في هذه المجالات.
وفي حين أظهرت بيانات الاستطلاع إدراك المدراء الماليين لأهمية وضوح البيانات ودقتها، فإنها طرحت أيضاً مسألة مفادها أن عملية اتخاذ القرار هي عبارة عن مزيج ما بين الحقائق الثابتة والعواطف. وقال مالكوم فوكس، نائب رئيس قسم حلول قطاع الخدمات والإدارة المالية لتسويق المنتجات في شركة “إبيكور سوفت وير”: “يرى عدد كبير من المشاركين في الاستطلاع بأن الغريزة والحدس وحتى العاطفة لها دور فعال في عملية اتخاذ القرار، حيث يدرك المدراء الماليون الأكثر فعالية متى يستخدمون غرائزهم لإضافة قيمة بطريقة لا يمكن للأرقام والحسابات وحدها أن تحققها، بدلاً من استخدامها لتعويض نقص المعلومات الناجمة عن العمليات والبنية التحتية غير الكافية”.
الاستمرار في الإعتماد على الجداول الإلكترونية
على الرغم من توفر نظم وتطبيقات الأعمال بكثرة في السوق، إلا أنه من المدهش أن نرى أن 60% من المدراء الماليين لا يزالون يعتمدون على الجداول الإلكترونية لبرنامج “إكسل” (Excel) للحصول على البيانات المالية، حيث كانت هذه النسبة ثابتة في مختلف الشركات من كافة الأحجام، بما في ذلك الشركات التي تبلغ عوائدها أكثر من مليار دولار سنوياً. ويرى ثلث من استطلعت آراؤهم تقريباً (32%) بأن نظم تكنولوجيا المعلومات المالية التي يستخدمونها حالياً تحتاج إلى التحديث، فيما يعتقد 27% بأن الاستثمار في النظم المالية الحديثة والأكثر تطوراً سيكون له الأثر الإيجابي الأكبر على وظائفهم المالية والمحاسبية على مدى العامين إلى الثلاثة القادمة.
البيانات الضخمة والاضطراب الرقمي وغيرها من التحديات
عندما تم توجيه سؤال حول المسائل التي لها التأثير الأكبر على الوظائف المالية والمحاسبية في الشركات على مدى السنتين إلى الثلاث سنوات المقبلة، كانت الإجابة الأولى هي البيانات الضخمة (28%)، فيما تضمنت المخاوف الرئيسية الأخرى إدارة “القوانين والامتثال” و”التعقيد المتزايد في الأعمال”. غير أن هناك تحدياً جديد نسبياً يواجهه المدراء الماليون ويقتضي قدرة أكبر على الحصول على المعلومات والتجاوب معها، وهو الاضطراب الرقمي. وقال فوكس: “طرح الاضطراب الرقمي المزيد من مصادر البيانات والقنوات ونماذج الأعمال المعقدة، بالإضافة إلى تقديمه طبيعة أعمال عالمية المنحى ومزيد من الاعتماد على الشركاء الخارجيين. ويعتبر ذلك تحدياً حقيقياً لكافة قادة الأعمال، لكنه يكون أكثر وضوحاً من وجهة نظر الإدارة المالية والتطبيقات المالية”.
التعاون خارج مكتب الشؤون المالية
إن مستوى التعاون اللازم لتنفيذ مهمة المدير المالي ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وأشار حوالي نصف من استطلعت آراؤهم (52%) إلى أنه غالباً ما يتم اتخاذ القرارات بشكل جماعي، حيث يشمل ذلك أناس من خارج القسم المالي. وقال فوكس: “يتطلب واقع الأعمال اليوم إجراءات وأنظمة سريعة لدعم عملية فعالة لاتخاذ القرارات. ولم تعد أنظمة الأعمال القديمة قادرة على الاستجابة بالشكل المطلوب من أجل نجاح الشركات، حيث يمكن للتقنيات النقالة والشبكات الاجتماعية وتحليلات الأعمال والعديد من الابتكارات التكنولوجية الأخرى أن تساعد المؤسسات في هذا الإطار”.
المدراء الماليون يتبنون التقنية السحابية
تظهر نتائج الاستطلاع أنه تم الاعتماد بشكل كبير على استراتيجيات التقنية السحابية من قبل المدراء الماليين، حيث إن نصف من استطلعت آراؤهم من المدراء الماليين قاموا بالفعل بنشر تطبيقات مالية في البيئة السحابية مثل الحسابات المالية وإدارة علاقات العملاء والموارد البشرية والتوقعات المالية والميزانية ومعلومات الأعمال والبيانات المالية الموحدة وإصدار التقارير المالية، أو أنهم يعتزمون القيام بذلك في غضون الإثني عشر شهراً المقبلة. كما ينظر إلى خفض التكاليف (نفقات الموظفين ورأس المال) ودعم العاملين في المناطق النائية على أنها من أهم فوائد الاعتماد على التقنية السحابية.
نقص البيانات تسهم في زيادة ضغوط العمل على المدراء الماليين
يرى أكثر من ربع المدراء الماليون (28%) أن ما يعيق اتخاذ القرارات المالية هو الافتقار للوقت والموارد لتحقيق الاستخدام الفعال للمعلومات- ما يسهم في ظهور واحدة من أكبر المخاطر التي يواجهها المدراء الماليون في أماكن العمل- وهي ضغوط العمل. وقال فوكس: “يعتبر ضغط العمل بشكل عام عامل رئيسي في إنهاك المدراء الماليين، ومع المزيد والمزيد من المسؤوليات الملقاة على عاتق المدراء الماليين، فإن هناك ميل متزايد للإصابة بالإرهاق. ويمكن من خلال استخدام الأنظمة الصحيحة لدعم عملية اتخاذ القرارات المالية، التخلص من بعض هذه الضغوط التي تواجه المدراء الماليين”.
تزايد الثقة المالية
أفاد أقل من نصف المدراء الماليين (44%) بأن القرارات غالباً ما تتخذ بشكل انتهازي من أجل استغلال الوضع الناشئ. ويتيح استخدام النظم الصحيحة لتعزيز الاستجابة التنظيمية للمدراء الماليين إمكانية الاستفادة من الفرص السانحة.
وقال فوكس: “إن الاعتماد على الحس الداخلي في مقابل البيانات التجريبية يمكن أن يكون مناسباً للعديد من الشركات. ومع ذلك، فإن ارتكاب الأخطاء فيما يتعلق بالسياسات المالية المُحافظة يمكن أن يضع المؤسسات في وضع تنافسي غير ملائم في حال لم يمتلك المدراء الماليون الثقة لتخصيص الموارد القصوى لخدمة العملاء والمبيعات والتسويق والابتكار (أي تطوير المنتجات الجديدة وعقد الشراكات ..الخ). ومن ناحية أخرى، فإن الإفراط في الثقة يمكن أن يؤدي بالمؤسسات إلى أن تخفق فيما يتعلق بتوقعات السوق أو حتى أن تستنفد إيراداتها”.
وأضاف فوكس: “يمكن أن يكون لديك الكثير من المعلومات، لكن المهم هو القدرة على الحصول على تلك المعلومات بسرعة وتحليلها بحيث يمكن تساعد في اتخاذ قرارات ذكية ومرنة لتحقيق نمو أسرع. ويكمن الحل هنا في امتلاك بنية تحتية حديثة لتكنولوجيا المعلومات المالية والتي يمكنها أن توفر البيانات الصحيحة للأشخاص المناسبين وفي الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، ما يوفر إطار عمل موثوق لعملية اتخاذ القرار فيما يتعلق بالبيانات ويمنح المدير المالي حرية إضافة القيمة عبر المزيد من الطرق الإبداعية، لتحقيق آلية التعاون في اتخاذ القرار وليستفيد من الفرص المتاحة بثقة أكبر”.