بقلم “عامر عويضه”، الكاتب في أمن المعلومات لدى شركة “إسيت” ESET
هاتفك الذكي يصدر منه صوت المنبّه وأنت تواجه صعوبة في الاستيقاظ وتحاول الوصول للهاتف الموضوع على المنضدة من أجل تأجيل توقيت المنبّه لبضع دقائق أخرى لتستكمل نومك. ثم تستيقظ لتتوجة للإستحمام وتطلب من مساعدك الصوتي تشغيل أغنيتك المفضلة وتشغيل آلة إعداد القهوة. ثم تسألها عن الطقس أثناء إستعدادك للخروج وتناول وجبة الإفطار. ثم يخبرك نظام الملاحة و تحديد المواقع GPS الخاص بك بأن الوقت قد حان لترك شاشة هاتفك الذكي وعرضها على نظام الوسائط المتعددة في السيارة.
هذا كله مجرد بداية لنشاطك الصباحي. لك أن ترى عدد التفاعلات التي أجريتها مع الأجهزة المتصلة بالإنترنت، فقط من لحظة استيقاظك حتى خروجك من باب المنزل؟
أنت متصل لدرجة أن الأمر قد أصبح جزءًا من الصورة نمطية عن حياتك – يتم الأمر تلقائياً دون أن تفكر فيه. بداية من القيام بالتحقق من المراسلات وتتبع حالتك الصحية إلى دفع الفواتير الخاصة بك، كل شيء حرفيا في متناول يدك. يتم تسجيل جزء كبير من حياتك ومشاركتها عبر أجهزتك المتصلة بإنترنت الأشياء (IoT). إنه أمر رائع و لكن مزعج بعض الشيء، أليس كذلك؟
لا يجب أن يكون الأمر كذلك. إذا كان لديك مستوى جيد من الحماية والمعرفة للأمن السيبراني، فيمكنك الحد بشكل كبير من مخاطر اختراق بياناتك.
قبل المناسبة السنوية السادسة عشر من “شهر التوعية للأمن السيبراني القومي” (NCSAM)، أجرت شركة “إسيت” والتحالف القومي للأمن السيبراني (NCSA) دراسة استقصائية في سبتمبر / أيلول لمعرفة مدى حرص المستهلكين الأمريكيين والكنديين على أمنهم السيبراني عندما يتعلق الأمر بإنترنت الأشياء وأجهزتهم المنزلية المتصلة.
وباختصار، وجد أن حوالي نصف من شملهم الإستطلاع والذي بلغ عددهم 4000 شخص يمتلكون ما بين واحد إلى خمسة أجهزة متصلة. ومع ذلك، بالكاد يشعر ثلثهم بالقلق إزاء الوصول غير المصرح به إلى شبكاتهم المنزلية من خلال هذه الأجهزة (أجهزة التلفزيون الذكية، منظمات الحرارة الذكية، الثلاجات الذكية، وما إلى ذلك). وإذا قمنا بتحديد الإحصائيات وفقاً للبلدين، سنجد أنه يمثل حوالي 35٪ من الأمريكيين و 37٪ من الكنديين.
يشاهد واحد من كل أربعة أمريكيين محتوى يتدفق عبر استخدام جهاز مثل Roku أو Apple TV. من بين هؤلاء حوالي 21 ٪ فقط قلقون من أن مجرمي الإنترنت يمكن أن يستهدفوا التلفزيون والوصول إليه عن بعد. ومن ناحية أخرى، يفضل واحد من كل أربعة كنديين مشاهدة محتوى البث على أجهزتهم الكمبيوترية، ويشعر خمسهم فقط بالقلق إزاء استهداف أجهزة التلفزيون الخاصة بهم.
وبالانتقال إلى الجهاز الذي يمثل المركز العصبي للشبكة المنزلية “الراوتر”، فإن معظم الأشخاص لم يغيروا كلمة المرور الافتراضية على أجهزة الراوتر الخاصة بهم أو ليس لديهم أي فكرة عما إذا كان قد تم تغييرها منذ القيام بعملية التثبيت. هذه الحقيقة بالنسبة لـ 61٪ من الكنديين و 57٪ من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع.
وهناك ما يقرب من نصف المجيبين لا يبحثون عن ميزات التشفير في الجهاز المتصل الذي يشترونه. ومع ذلك، لا يعرف واحد من بين اثنين ما إذا كان يجب على الحكومة تنظيم معايير الخصوصية والأمان لأدوات إنترنت الأشياء.
ما يتفق عليه معظم المجيبين هو أنهم قلقون بشأن أطفالهم، وتحديداً أمن وخصوصية الأدوات التي يستخدمونها. وهذا لا يشكل مفاجأة لأن الأطفال معرضون للتهديدات، وخاصةً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومع ميلهم إلى المشاركة فيها.
وكأحد الوالدين، يمكنك دائمًا اتخاذ خطوات للحفاظ على أمان أطفالك على الإنترنت، لكنك دائمًا ما تسير على خط رفيع مابين استخدام التدابير الوقائية والتعدي على خصوصيتهم، لذلك فإن التوازن الدقيق في هذا الأمر هو المطلوب.
يشعر معظم من شملهم الاستطلاع بالقلق من الأجهزة المنزلية التي تدير أحد المساعدين الأذكياء المعروفين (Alexa و Google Assistant و Siri). أجاب ما يقرب من 60 ٪ منهم بـ “لا” عندما سئلوا عما إذا كان لديهم سماعات ذكية أو ترموستات ذكي أو غيرها من الأجهزة المساعدة المنزلية التي تدير واحدة من الثلاثة. لقد عالجنا بعض مشكلات الخصوصية الأساسية في مقالة سابقة و ورقة البحث المرتبطة بها.