بقلم “عامر عويضه”، الكاتب في أمن المعلومات لدى شركة “إسيت”
التكنولوجيا الاَن متواجدة في جميع جوانب الحياة، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا يوميًا منها. الكبار ليسوا وحدهم الذين يتدفقون على مواقع التواصل الاجتماعية؛ هناك عدد متزايد من الأطفال أيضًا. لدى الأطفال بالفعل شبكات اجتماعية خاصة بهم يمكنهم البدء من خلالها وعادة ما يتم تسويقها كملاذات آمنة معتدلة لهم، حيث يمكنهم التفاعل بحرية وفي نفس الوقت يتمكن الآباء من الإشراف على أنشطتهم. حتى الفيسبوك قدم تطبيق “المراسلة الخاص” بنسخة للطفل.
ورغم ذلك، فهذه مساحات معتدلة ومنسقة وآمنة يتركها الأطفال في نهاية المطاف عندما يبلغون سنًا معين. فما الذي يمكنك فعله لجعل انتقال أطفالك إلى شبكات اجتماعية أكثر تركيزًا على البالغين آمنة وسلس قدر الإمكان؟ بينما نحتفل كل عام باليوم العالمي للأطفال واليوم العالمي للآباء، لنلقي نظرة على بعض المناقشات التي يجب أن تجريها مع أطفالك قبل انضمامهم إلى الفيسبوك أو إنستجرام أو تيك توك أو مواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى.
هل أنت متأكد أنك تريد مشاركة ذلك على الإنترنت؟
ما يجري على الإنترنت يبقى على الإنترنت. شيء ينساه البالغين دائمًا، وهو أمر يجب أن يتذكره اي شخص قبل مشاركة أي شيء على الإنترنت. الأمر نفسه للأطفال الذين سينضمون إلى الشبكات الاجتماعية الموجهة نحو البالغين.
إذا أراد الأطفال نشر شيء ما أو مشاركته، فيجب عليهم دائمًا التفكير في كيفية انعكاس ذلك عليهم في المستقبل. على الرغم من أنه قد يكون من الصعب مناقشة مثل هذا الموضوع مع المراهقين، إلا أنه مهم. من القواعد الأساسية الجيدة قبل نشر أي شيء أن يسألوا أنفسهم عما سيقوله أحد الأقارب الأكبر سناً (الجد على سبيل المثال)، إذا رأوا المحتوى.
درس اَخر وهو الإشارة إلى كيف يمكن أن يعود طيش الشباب لمطاردتهم، أو يبطل خياراتهم المهنية أو حتى الطلبات الجامعية في المستقبل.
وللأسف هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى عن كيفية عودة التغريدات ومشاركات المنتديات وحتى صور وتعليقات إلى مطاردة الفنانين والشخصيات الرياضية والمسؤولين الحكوميين على حد سواء بشكل سلبي.
هل تعرف هذا الشخص حقا؟
ربما تكون عبارة “لا تتحدث إلى الغرباء” واحدة من أكثر الجمل المتكررة التي يسمعها الطفل وهو يكبر. هذه المقولة لا تصدر فقط من قبل الآباء، ولكن أيضًا من المعلمين و في إعلانات الخدمات العامة وعروض الأطفال، وغيرها الكثير. في حين أن معظم المراهقين قد يعتبرون أن الشبكات الاجتماعية أكثر أمانًا نظرًا لأنها على الإنترنت و “لا تحسب من ضمن تلك النوعية من المخاطر”، فيجب على الآباء أن يوضحوا بقوة أن المخاطر متشابهة، وفي بعض الحالات قد ثبت أنها أسوأ.
ويمكنك توضيح المخاطر باستخدام أمثلة لا حصر لها من القصص المرعبة التي تنطوي على المراهقين الذين تم جذبهم عبر الإنترنت من قبل مجرمين وسقطوا في النهاية ضحية لهم.
هناك العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تتعامل مع موضوع التفاعل مع الغرباء عبر الإنترنت، كما يقول أحد الأمثلة القديمة: “من الأفضل رؤية شيء ما مرة واحدة خير من سماعه ألف مرة”. سلسة حلقات Black Mirror هو أحد هذه العروض التي تتعامل مع الجانب المظلم من التكنولوجيا والحياة المتصلة بالإنترنت، وإن كان ذلك في وضع خيال علمي أكثر.
إعدادات الخصوصية
عندما يشترك الكبار في شبكة اجتماعية، نادرًا ما يهتمون بإعدادات الخصوصية الخاصة بهم، لذلك لا تتوقع أن يكون المراهقون أكثر أهتمام، حتى لو ولدوا في عالم متصل بالإنترنت. شيء آخر يجب أخذه في الاعتبار هو أن الشبكات الاجتماعية تقوم باستمرار بتحديث إعدادات الخصوصية والأمان الخاصة بها لمواكبة التدقيق المتزايد من قبل الجمهور العام والحكومات على حد سواء. من المهم للغاية غرس الشعور بالمسؤولية لدى المراهقين حول كيفية التعامل مع بياناتهم وعرضها.
ولتحقيق ذلك، بدأت بعض الشبكات الاجتماعية في تقديم أدوات تسمح لك بإجراء مراجعات لخصوصيتك. الفيسبوك، على سبيل المثال، لديه فحص الخصوصية. تتيح لك هذه الأداة الشاملة إلقاء نظرة على ملفك الشخصي كأنك مشاهد سواء كنت صديق أو غريب للتأكد كيف تظهر صفحتك لهم.بحيث يمكنك بسهولة اختيار ما تريد مشاركته ومع من. يتيح لك خيار أنيق آخر مراجعة من يمكنه رؤية مشاركاتك السابقة والمستقبلية. يمكنك قراءة مقالنا حول إعدادات خصوصية الفيسبوك للحصول على فهم أفضل للخيارات المتاحة لك لتأمين خصوصيتك وخصوصية ابنك المراهق.
افكار اخيرة
يمكن أن تكون تربية طفل في عالم أكثر رقمنة تحديًا، خاصةً منذ أن تغيرت الأوقات ولم يكن هناك الكثير من الخيارات والتقنيات عندما كنت صغيراً. ومن المهم أبضًا عدم الابتعاد عن هذه التحديات وإعداد أطفالك للعقبات التي سيواجهونها في العالم الرقمي وكذلك في العالم الحقيقي، نظرًا لأنها متشابكة للغاية. من خلال التحدث إلى أطفالك حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معها بمسؤولية ، يمكنك إعدادهم بشكل أفضل لمرحلة البلوغ وحمايتهم ليكونوا أكثر يقظة عبر الإنترنت.