بقلم أحمد أمين عاشور رئيس قطاع التعليم في مايكروسوفت الإمارات
أصبح دور التكنولوجيا وأثرها الكبير في حياتنا اليومية جلياً يوماً بعد يوم ، وخاصة ونحن نراها كيف تلعب دوراً محورياً في حل ومعالجة أصعب التحديات التي تواجهنا ، وفي خضم توجه جميع المؤسسات عبر مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم خلال الآونة الأخيرة إلى اتباع نهج نظام العمل عن بعد حفاظاً على سلامة الناس ، تأتي التكنولوجياً لتؤكد مُجدداً بحضورها بأنها البطل القادر على انتشال العالم من العديد من الأزمات التي تشكل عائقاً حقيقياً في طريقه ، وبما أن قطاع التعليم يعتبر أحد أهم القطاعات التي اضطُرَّت إلى اتباع النهج الجديد لتتماشى مع الأوضاع الراهنة ، فذلك الوضع تطلب من قطاع التعليم في الشق الآخر تبني أدوات وتقنيات من شأنها مواكبة هذا التغير دون التأثير على سير عمل المنظومة التعليمية برمتها ، وهنا نستعرض كيف قامت تقنيات مثل Microsoft Teams بتوفير حزمة متنوعة من المزايا عبر منصة واحدة شاملة ومتكاملة ساهمت في تمكين جميع المضطلعين في هذا المجال بدءاً من الكوادر الإدارية والمدرسين والطلاب وصولاً إلى أولياء الأمور :
1. منصة تعزز نهج العمل التعاوني بين الطلاب :
تتيح منصة Microsoft Teams للطلاب إمكانية مشاركة الملفات وتبادل المحتوى ، والتعاون بالعمل على مشروع واحد واتمام المهام اليومية ، ومن هذا المنطلق صمم Teams ليشكل منصة متكاملة تتيح أفضل الحلول التعاونية والإنتاجية التي من شأنها تمكين الطلاب والمعلمين من التفاعل وتعزيز أطر التعاون والبقاء على تواصل واجراء الاتصالات الصوتية والمرئية بجودة عالية ، وبالتالي تعزيز نهج ثقافة العمل التعاوني بينهم وخلق بيئة عمل عصرية تساهم في تعزيز نتائج التعلم بما يضمن لهم تحقيق المزيد من الإنجازات.
2. خلق صفوف افتراضية عصرية :
يجلب Microsoft Teams كل الميزات التي من شأنها خلق بيئة دراسية تتسم بالحداثة والتطور ، وذلك لما توفره من أدوات تضيف خيارات عصرية مثل ميزة “إزالة الضوضاء” خلال الوقت الفعلي ، حيث تقوم هذه الميزة بإزالة صوت الضوضاء الصادر في الخلفية بهدف تقليل تشتيت الانتباه ، وكذلك ميزة “رفع اليد” التي تسمح للطلاب إرسال إشارة مرئية لأخذ الاذن بالحديث ، وبالتالي تساعد على تجنب مقاطعة المعلم أثناء الدرس وتنظيم الحوار في آنٍ واحد داخل الفصل الدراسي.
علاوة على ذلك يتضمن Teams خيارات مشاركة الشاشة والتي تتيح للمعلمين حرية عرض ما يختارونه أثناء الحصة الدراسية ، بالإضافة إلى إمكانية تسجيل قائمة الحضور والغياب افتراضياً ، كما يوفر ضِمن ميزاته الأخرى حلول “نوافذ الدردشات” التي تتيح ظهور الرسائل بعدة نوافذ للمساعدة على تبسيط سير العمل والتنقل بين المحادثات ، فضلاً عن ميزة الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتحويل الكلام الصوتي للمتحدث إلى كتابة نصية تظهر في أسفل الشاشة ، مما يساهم في زيادة الانتباه ومساعدة البعض ممن يعانون من مشاكل سمعية أو عدم التركيز من إمكانية قراءة الكتابة النصية للمتحدث.
3. منصة خاصة بالمُعلمين:
إلى جانب ما يتمتع به المعلمين من ميزات مشاركة الشاشة وإمكانية تسجيل الحضور عبر منصة Teams ، فيمكن للمعلمين تسجيل حصصهم الدراسية وتوثيقها أيضاً ، وكذلك إدارة الصف الدراسي عبر التحكم بخيار كتم الصوت لدى الطلاب ، وبالتالي ضمان عدم قدرة الطلاب على التحدث أثناء الدرس ، كما يمتلك المعلمون حرية التحكم بتحويل جميع الطلاب من خيار صلاحية مقدمي العرض إلى خيار الحضور فقط ، فضلاً عن خيارات التحكم مثل إنهاء الحصة الدراسية أو الاجتماع والقدرة على طرد أي طالب من الحصة الدراسية ، وتحميل التقارير الخاصة بشؤون الطلاب.
كما يمكن أن يشكل Microsoft Teams منصة للمعلمين يقومون من خلالها بتبادل الأفكار والخبرات المهنية والتجارب من مختلف أنحاء العالم عبر منصة واحدة ، بالإضافة الى ذلك يمكنهم انشاء طاقم عمل خاص يكون فيه منظم المجموعة هو الشخص الوحيد القادر على إضافة أي عضو آخر ووضع المهام وتوزيعها بين الأعضاء ، بينما في وضعية العام يكون الجميع مُخوّل لإضافة أي عضو آخر أو حتى اضافة المهام وتحديدها.
4. تسجيل الحصص وتوثيق الدروس عبر Stream :
يمتلك Microsoft Teams ميزة تمكن من تسجيل المحاضرة والدروس ومراجعة ما فات ، حيث يمكن للطلاب من خلال ميزة Stream توثيق الحصص وتدوين كل النقاط والمهام التي طرحت خلال شرح المعلم للدرس بما يضمن لهم أرشفة كل شيء ومراجعته في أي وقت.
5. التطبيقات التعلمية :
يجلب Microsoft Teams للمستخدمين فرصة الاستفادة من استخدام كل تطبيقات أوفيس 365 عبر منصة واحدة ، إلى جانب الاستفادة من التطبيقات الأخرى المتاحة ضمن المزايا التي يقدمها في مكان واحد يسهل العمل على المستخدمين ، حيث يمكن للطلاب استخدام كل التطبيقات التي هم بحاجة إليها ضمن منصة Teams دون الحاجة إلى ترك التطبيق وزيارة التطبيق المُراد العمل عليه أو فتحه بشكل منفصل ، فعلى سبيل المثال يتضمن تطبيق Microsoft Teams جميع الموارد والتطبيقات التي يمكن فتحها داخل التطبيق نفسه مثل : word ؛ Excel ؛ Power Point ؛ Sway وغيرها الكثير من التطبيقات التعليمية.
6. التنقل والمرونة :
يمكن تحميل تطبيق Microsoft Teams عبر جميع الأجهزة المتنوعة ، حيث يتوافق مع مختلف أنظمة التشغيل ، مما يساهم في انتشاره وعمله بسلاسة عبر نطاق واسع من الأجهزة المختلفة ، بالإضافة إلى ذلك تعمل ميزة المرونة وسهولة التنقل لدى Microsoft Teams على تمكين أصحاب الهمم من خلال اشراكهم وزيادة تفاعلهم بطريقة تضيف إليهم تجربة تتسم بالمرونة والسلاسة ، كما أن هذه التجارب مدعومة بسحابة مايكروسوفت الذكية التي تمكنهم من أداء مهامهم اليومية في أي وقت ومن أي مكان.
فضلا عن ذلك يضيف Teams ميزات “الدعم في حالات عدم الاتصال أو ضعف شبكة اتصال الانترنت” ، ليتسنى للمستخدمين بذلك قراءة رسائل الدردشة وكتابة الردود حتى دون الاتصال بالإنترنت ، وبذلك سيسهل عليهم إدارة الأمور بغض النظر عن أماكن تواجدهم.
7. تحويل الاتصال (طلب الاستشارة) :
يتميز Microsoft Teams بخاصية تحويل المكالمات ، بحيث يمكنك أثناء الاجتماع أو الدرس طلب الاستشارة من جهة أخرى ، أو الاستعانة بأحد عبر الاتصال به أو تحويل الشخص الذي تتحدث معه إلى الشخص المناسب القادر على تقديم المساعدة له.
8. الأمان والحماية :
يأتي تطبيق “Microsoft Family Safety App” كميزة إضافية تعمل على دعم العائلات وتمكينهم من حماية أحبائهم سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو خلال العالم الحقيقي ، حيث يوفر التطبيق الأدوات المناسبة التي من شأنها أن تتيح للعائلات خيارات مشاركة مواقعهم الحالية ؛ ومتابعة نشاطاتهم اليومية ؛ وإدارة المحتويات الغير ملائمة وفقاً لفئاتهم العمرية ؛ إضافة إلى ضبط الحدود الزمنية بما يضمن اتباع الممارسات الصحيحة.
كما دمجت الخدمة الجديدة من Microsoft Teams بين ويندوز 10 و (Office 365) و (Enterprise Mobility+Security) ) في اشتراك واحد.
9. تقديم الدعم الفني :
يساعد Microsoft Teams فرق الدعم الفني في المؤسسات التعليمية من إمكانية اصلاح بعض المشكلات التي تواجه الكادر التعليمي ، وذلك من خلال ما يوفره برنامج مايكروسوفت من خصائص تتيح لهم إمكانية الاستفادة من خدمات ميزة “التحكم عن بعد” ، والتي من شأنها اعطاء متخصصي الدعم الفني الإذن بالدخول إلى أجهزة الإداريين والمعلمين لمعالجة المشاكل التي تواجههم أو حتى تقديم المساعدة اللازمة وفقاً لإحتياجاتهم.
والجدير بالذكر أن مايكروسوفت كشفت في بحث لها عن تخطي منصة Microsoft Teams رقماً قياسياً جديداً بلغ 2.7 مليار دقيقة اجتماع خلال اليوم الواحد، حيث يمثل هذا النمو الجديد زيادة بنسبة 200٪ مقارنة لما سجلته الأرقام السابقة في منتصف مارس الماضي والتي بلغت 900 مليون دقيقة يومياً ، وبالتالي تظهر هذه الطفرة الطلب الكبير على التكنولوجيا التي تربط ميزات الاتصال والإنتاجية على حد سواء في منصة واحدة آمنة ، وحالياً تستفيد 183,000 مؤسسة تعليمية عبر 175 دولة من خدمات منصة Microsoft Teams للتعليم في خضم تحول الطلاب والمعلمين إلى استخدامها للتعلم عن بعد.
ويعمل حالياً على منصة Teams أكثر من 44 مليون مستخدم يومياً ، ليعكس هذا الرقم الكبير جهودنا المبذولة لمعالجة أصعب التحديات الراهنة والمستقبلية وكذلك تقديم أفضل الابتكارات القادرة على دعم وتمكين المؤسسات الحكومية والخاصة عبر مختلف القطاعات في دولة الامارات العربية المتحدة لتحقيق المزيد من الإنجازات ، والارتقاء بالخدمات المقدمة لتمكين الجميع من مواصلة مهامهم اليومية من أي مكان وفي أي وقت.