بقلم “عامر عويضه”، الكاتب في أمن المعلومات لدى شركة “إسيت” ESET
يقوم المحتالون بدمج مواقع مخادعة لشركات وإعلانات الوظائف المزيفة لخداع الباحثين عن فرص عمل وطمئنتهم حتى يقوموا بتسليم معلوماتهم الخاصة وكذلك دفع رسوم.
ووفقًا لإعلان الخدمة العامة الأخير الصادر عن مركز شكاوى الإنترنت التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (IC3)، فإن المحتالين على شبكات الإنترنت ينشرون على نحو متزايد إعلانات لفرص عمل، ومن أجل تعزيز عملية الخداع، يوجهون الأشخاص إلى مواقع مزيفة تشبة أسماء شركات حقيقية ذات السمعة الطيبة. والهدف من وراء ذلك جعل الباحثين عن فرص عمل تقديم معلوماتهم الشخصية التي يمكن إساءة استخدامها لمجموعة كاملة من الأنشطة الغير مشروعة، مثل فتح الحسابات المصرفية أو حتى تزوير وثائق الهوية بأسماء الضحايا.
كثير من الناس متحمسون لفرصة التوظيف ويتقدمون بطلبات على مواقع الإنترنت أو يستجيبون للإعلانات المزيفة. وأبان مكتب التحقيقات الفيدرالي: “وفقًا للضحايا، ينتهك مجرمو الإنترنت أفراد من مختلف الإدارات، بما في ذلك المجندين وأصحاب المواهب وموظفي الموارد البشرية ومديري الإدارات”.
بعد إجراء مقابلة مع الضحية وإبلاغة بحصوله على الوظيفة عبر الإنترنت، يحصل على عقد عمل مزيف للتوقيع ويطلب منه تقديم نسخة من معلوماته الشخصية. وتتكون عادةً من نسخة رخصة القيادة ورقم الضمان الاجتماعي ومعلومات الإيداع البنكي المباشر ومعلومات بطاقة الائتمان. قد يقوم المحتالون بتحويل عملية الخداع لمستوى أعلى من خلال الطلب من الضحية دفع مبلغ مقدمًا مقابل مجموعة متنوعة من الأشياء، مثل إجرائات الفحص أو مقابل معدات. وبعد تحويل الأموال تنتهي مهمة الخداع بنجاح و يتقفون عن الرد لى الضحايا.
كيف تحمي نفسك
من المعروف أنه أثناء البحث عن وظيفة نصبح متحمسون بشدة بسبب إمكانية الحصول على وظائف نحلم بها، وقد يدفعنا ذلك للتغاطي عن كثير من علامات التحذير التي تشير لوجود شيء خاطئ. هذا الامر صحيح بشكل خاص إذا كان سوق العمل متقلبًا ومكتظًا، مما يوفر للمحتالين فرصة كبيرة لخداع الباحثين عن عمل.
يجب أن تلتزم دائمًا بالقاعدة الذهبية “ثق ولكن تحقق”. يمكنك إجراء بحث على الإنترنت عن الشركة التي تسعى للانضمام إليها لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء مشبوه مثل تعدد المواقع للشركة الواحدة. عادة ما تجري الشركات المقابلات بمقراتها أو يتم إجراء مكالمات جماعية إذا كان أحد الأطراف غير قادر على الظهور شخصيًا. عندما تحدث هذه المكالمات، يتم إجراؤها عبر القنوات الرسمية.
شيء آخر تحتاج إلى تذكره هو أن صاحب العمل لن يطلب أبدًا معلومات بطاقتك الائتمانية. بالنسبة إلى المعلومات الشخصية التي تقدمها لغرض الراتب، يتم طلب تلك المعلومات بعد تعيينك رسميًا، ويمكنك تقديمها شخصيًا إلى قسم المحاسبة في الشركة.
بالطبع احتيالات العمل موجودة منذ سنوات. وفقا لتقرير ضحايا الجريمة عبر الإنترنت لعام 2018، تم خداع الضحايا بعمليات الاحتيال بخسائر تقدر بـ 45 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 6 ملايين دولار مقارنة بالعام السابق. وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI أن متوسط الخسارة لكل ضحية يبلغ حوالي 3000 دولار أمريكي.