إيهاب كناري، نائب رئيس قطاع الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة «كومسكوب», يتحدث لموقع تشانيل بوست العربية حول حلول مركز البيانات و التحديات المتعلقة بالتحول الرقمي بداية من الطاقة وصولا لتحسين مستوى الكفائة و المرونة عبر التنفيذ و الإدارة السليم للبنية التحتية:
- كيف أثر التحول الرقمي على مراكز البيانات؟
على مدار الأشهر الاثنا عشر الماضية، أحدث “التحول الرقمي” لدى وصوله إلى مراكز البيانات ضجة كبيرة، لا سيما مع شبكات وأجهزة الجيل الخامس المتوقع دخولها عالم الإنترنت هذا العام. وهو ما فرض على مديري مراكز البيانات الاستعداد له.
هناك تقنيات أثرت تأثيراً كبيراً على مراكز البيانات في الحقبة التحديث، منها شبكة الجيل الخامس اللاسلكية, فمع دخول الجيل الخامس، يتوجب على البنى التحتية تطوير نفسها لدعم عرض النطاق الترددي اللاسلكي والاستخدام الأوسع انتشاراً للبيانات. ويسعى أصحاب الشركات والمباني لتمكين الخدمات اللاسلكية المتنقلة داخل المباني بشكل قوي عبر أنظمة الهوائيات الموزعة. وفي البيئات الخارجية، يعمل مزودو الخدمات على ترقية شبكات الألياف الخاصة بهم وتوسيعها لنقل البيانات اللاسلكية وإعادتها إلى صميم الشبكة، أو في معظم الحالات، إلى مراكز البيانات عندما يتطلب الأمر معالجة محلية للتطبيقات التي تحتاج لسرعات عالية وزمن استجابة منخفض جداً مثل السيارات ذاتية القيادة أو الجراحة عن بعد.
و إنترنت الأشياء يعد كذلك من ضمن الحالات الأخرى، يهدف استخدام الجيل الخامس لدعم تطبيقات إنترنت الأشياء على وجه الخصوص. وتتوقع “مايكروماركت” نمو سوق إنترنت الأشياء في الإمارات العربية المتحدة بأكثر من ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 35 مليار دولار أمريكي (126 ترليون درهم) خلال العام 2019. وأيضاً هناك الواقع الافتراضي, في حين من الممكن دعم تقنيات الواقع الافتراضي بالشبكات الحالية نظراً لأنه غالباً ما يتم تحميل البيانات على أجهزة محمولة باليد، غير أن الواقع المعزز يفرض استخدام مقاطع الفيديو في الزمن اللحظي في رابط الاتصالات عبر الإنترنت.
و هناك تقنيات البلوك تشينالذي يحقق الفائدة لكل ما يحتاج لدفتر حسابات موزع أو يمكنه الاستفادة منه. إذ يمكن تطبيقها في كل المسائل التي يجري فيها تبادل للمعلومات الواجب تسجيلها والتحقق منها، كما يمكنها بذلك التأثير على العديد من الوظائف في المؤسسات، بدءاً من المالية والمشتريات وحتى التصنيع، وتكنولوجيا المعلومات والمبيعات. ونظراً لهذه المزايا التي تقدمها، ستشهد هذه التقنية انتشاراً متزايداً في عام 2019، الأمر الذي سيؤثر على مراكز البيانات التي تحتوي على دفاتر حسابات موزعة.
و أخيراً الذكاء الاصطناعي, فمن المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي النمو الاقتصادي في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 1.6 بالمائة، مضيفاً بذلك نحو 182 مليار دولار أمريكي (667,94 تريليون درهم) إلى الاقتصاد الوطني بحلول عام 2035. غير أن تطور الذكاء الاصطناعي لا يزال بطيئاً نظراً لاعتقاد معظم الأشخاص بأن الآلة تفكر مثل الإنسان. لذا فإن مواصلة تطوير الذكاء الاصطناعي في عام 2019 يفرض على الشركات استخدام شبكات عالية السرعة بزمن استجابة منخفض إلى جانب حوسبة متطورة عالية الأداء في الأجهزة النهائية. ونظراً لموقع الذكاء الاصطناعي بين الموارد المحلية والمركزية فإنه سيجمع ما بين قوة السحابة المركزية وسرعة الحركة والأداء التي تمتاز بها الأجهزة الطرفية.
- هل لك أن تحدثنا عن استهلاك مراكز البيانات لكميات هائلة من الكهرباء واعتبارها مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟
يعتبر الكفاءة في استخدام الطاقة هي الحلقة المقدسة لأصحاب مراكز البيانات ومشغليها الحريصين على تخفيض نفقاتها التشغيلية والحد من تأثيرها البيئي. لذا فإن القرب من موارد الطاقة المتجددة يضع مراكز البيانات في موقع مثالي للاستفادة من تقنيات التبريد “المجانية”.
على سبيل المثال، يوجد في شمال غرب الولايات المتحدة طاقة هيدروالكترونية، هي بمثابة بديل منخفض التكلفة ومتجدد. غير أن امتلاك الطاقة المتوفرة لا يعتبر أمراً إيجابياً ما لم تُستخدم بتحفظ. ولتحقيق ذلك، عملت “إنتيجريت سياتل” على تطبيق تقنيات متعددة للحفاظ على الطاقة واستخدام أنظمة تبريد أكثر كفاءة تعمل بأقل قدر ممكن من الوقود.
- هل يمكن جعل مراكز البيانات أكثر كفاءة؟ إذا كان بالإمكان ذلك، كيف؟
صممت مراكز البيانات فائقة السرعة للاستفادة القصوى من التبريد والطاقة الكهربائية والآلات الافتراضية. يمكن لهذه المرافق إعادة تعريف تكنولوجيا المعلومات في القرن الحادي والعشرون ويعمل مشغلو مراكز البيانات متعددة المستأجرين على الاستفادة من منهجيات أفضل ممارساتهم المتعلقة بالمساحة والطاقة والتبريد. ويعتبر التوصيل الشبكي، في بيئة العمل الحديثة هذه، خياراً جذاباً للغاية. لهذا تعمل شركة الإنترنت الصينية العملاقة “تينسنت” على إعادة تدوير الهواء البارد، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والحصول على أعلى توريد محلي من الطاقة الهيدروالكترونية.
- كيف يمكنكم تحسين مرونة مراكز البيانات والحد من التكرار؟
يولي مديرو مراكز البيانات أهمية كبيرة للمرونة والتكرار، سواء في إشرافهم على المرافق الخاصة أو العامة أو السحابية أو الشبكية. لذا فإن التغييرات داخل بيئة مراكز البيانات متكررة وسريعة جداً لدرجة أن مديري مراكز البيانات غالباً ما يجدون أنفسهم يتفاعلون مع الأحداث والأزمات عوضاً عن تطبيق استراتيجية وقائية.
وهنا حددت “كومسكوب” ثلاث مجالات رئيسية يمكن للاستراتيجية الناجحة أن تعالج من خلالها التحديات المذكورة, اولا الانتقال إلى سرعات أعلى, فحاجة مراكز البيانات لدعم السرعات المتزايدة في الشبكة ليس أمراً جديداً. فسواء اخترت أي من السرعات 25G أو 40G أو 50G. ثانياً, إدارة البنية التحتية, فمع مواصلة نمو الطلب على الحوسبة والتخزين داخل مراكز البيانات، ازداد عدد وكثافة الخوادم والمحولات والأجهزة. لذا تفرض إدارة هذه البنية التحتية ذات التعقيد المتزايد إدارة كل من الجوانب المادية للكابلات فضلاً عن الاتصال التشغيلي للشبكة.
و أخيراً الأمر المتعلق بأداء السحابة, يجب على الاستراتيجية التكتيكة لمراكز البيانات أن تعالج أيضاً سبل تكيف المرفق مع التوجه الحاصل نحو السحابة والواقع الافتراضي. وستعتمد القدرة على نقل التطبيقات المحلية بفعالية إلى السحابة العامة أو الخاصة في جزء كبير منها على البنية التحتية. لذا فإن الحذر في مرحلة التخطيط واجب.
إن العامل المساعد الرئيسي في تصميم وتنفيذ استراتيجية ناجحة لمراكز البيانات الفعالة هو شريك البنية التحتية؛ فحتى في مراكز البيانات الخاصة بالشركات الصغيرة، تنطوي عملية التصميم والتنسيق واختيار الحلول الأكثر ملائمة للبنية التحتية على آلاف من القرارات والتحركات. لذا فإن الاستعداد المبكر لهذه العملية، من شأنه أن يعود على المزود الخبير والمجهز جيداً بنفع كبير في عدة مجالات.