استثمار الوقت في تنمية معرفتك و مهارات العمل أساس للنجاح
“تشانيل بوست العربية” في حوار خاص مع “بوي تشي لي”، رئيس قسم التسويق في الشرق الأوسط لدى زيروكس. تحدثنا من خلاله عن مشوارها المهني و تطور سوق الطباعة في الشرق الأوسط:
- هل لك أن تحدثينا عن أسلوب قيادتك ومنهجك في العمل؟
إن إسلوبي القيادي هو بكل تأكيد تعاوني وداعم، لاعتقادي الراسخ بأننا سنكون أقوى وأفضل بالعمل معاً. فالانسجام ضروري لإنشاء فريق منتجت، يمكنه العمل جماعياً، وتحقيق ما لا يمكن للأفراد تحقيقه. وعندما يتعلق الأمر بإدارة الأفراد، فإن أحد أهم أولوياتي هو خلق هذه البيئة لفريقي، حيث إن تمكين أعضاء فريقي ومنحهم مساحة للنمو وممارسة إبداعاتهم، يسهم في حصولنا على أفضل النتائج من الجميع.
- لماذا اخترت العمل في مجال التقنية والطباعة على وجه التحديد؟
في البداية – وكما هو حال معظم الشباب – انضممت إلى هذا المجال بمحض الصدفة، بعد بحثي عن عمل أجد فيه دوراً له أفق مستقبلي في مجال يتسم بالحيوية. وحدث أن كان هذا المجال هو الطباعة والرسومات، فكان الخيار الأمثل الذي اتخذته هو البقاء في هذا المجال.
على مدار العقد الماضي، شهدت هذه الصناعة التي كان تركيزها السابق ينصب على الصفحات المطبوعة توسعاً كبيراً من حيث التحول الرقمي لمكان العمل، واعتماد إنترنت الأشياء، وإفساح المجال لدخول مساحات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع العزز. وقد فرضت هذه الفرصة والمشاركة في هذا التقاطع والانتقال من العالم المادي إلى العالم الرقمي تحديات وفرصاً جديدة تخلق فيك كل يوم شعوراً بالحيوية والإثارة.
- كيف ساعدتك خبراتك السابقة للنجاح في هذا المجال؟
يسود تصور لدى الشباب الذين بدأوا مسيرتهم المهنية حديثاً، أن القيام بعمل رائع سيضمن لك مهنة ناجحة تلقائياً. وأن كل ما عليك فعله هو قضاء الوقت في تحسين دورك وأدائك. لكن البناء الوظيفي في الواقع أكثر تعقيداً من ذلك. فأداء الدور الوظيفي بمستوى عال يعتبر نقطة الدخول الأولى وحسب، لكن التقدم فيه يتطلب استثمار الوقت خارجه. ويشمل ذلك تطوير شبكة واسعة، وفهم البيئة الأوسع وتكوين مجموعة من المهارات الشخصية القوية لرفع المساهمات في الأعمال. لقد كانت حياتي المهنية ممتعة للغاية حتى هذه اللحظة، لكنني أدرت مؤخراً أن علي الاستفادة من استثمار الوقت في مهنتي لتقدير أدائي وتحقيق نتائج أفضل.
- بالنسبة لك، ما هي أكثر وظيفة أثارت اهتمامك؟
في بدايات حياتي المهنية، أتيحت لي فرصة تنظيم حدث احتفالي كبير لإحدى أسواق الأوراق المالية في أوروبا. ونظراً لحجم الحدث الذي جمع أكثر من 1000 شخص، كان هناك مجال كبير للإبداع. كانت تجربتي الأولى هي التفاعل مع الوكالات الإبداعية وتحديد الموضوعات وتقديم المشروع المتكامل من البداية إلى النهاية. في النهاية، عقدنا هذا الحدث في مبنى كان قد خصص للهدم في ستة أشهر، حيث قمنا بدعوة الفنانين للنحت على أرضية المبنى لخلق قطع فنية جميلة تم بيعها لاحقاً لجمع الأموال للأعمال الخيرية.
- بماذا تنصحين المرأة التي تتطلع إلى العمل في مجال الطباعة؟
إن فهم المجال الذي تعمل فيه أمر لا بد منه، لذا فإن قضاء الوقت في التفاعل مع العملاء هو أفضل طريقة لتحقيق ذلك. نصيحتي هي قضاء بعض الوقت مع الجميع، بدءاً من عملاء الشركات الكبيرة الذين لديهم مرافق طباعة وصولاً إلى دور الطباعة الأصغر التي تعمل بميزانية محدودة – وذلك لأن كل واحد منهم يمثل فرصة لتعلم كيف تضيف قيمة للعميل.
يتعين عليك أيضاً تحديد ما تريد وما يهمك أكثر؛ تعمق في التفاصيل وافهم جيداً الطبقات والعناصر المختلفة التي تكون مجال عملك. فهذا سيشكل قيمك الجوهرية والأساس الذي تقوم عليه، الأمر الذي سيجعل كل ما تقوم به منصباً في طريق تحقيق أهداف شركتك. غالباً ما تتخذ النساء في مكان العمل شخصية ودية تفقدها أهدافها الخاصة نتيجة الضغوط والمطالب الأخرى، لذا فإن وضع هدف واضح في الاعتبار سيساعدك على التغلب على هذه التحديات.
- ما هو أكبر تحول في الطباعة التي شهدتها في حياتك المهنية؟
يشكل ظهور الأجهزة المحمولة الذكية وانتشارها الواسع نقطة التحول الأكثر أهمية، حيث تطورت بسرعة من مجرد كونها جهازاً شخصياً إلى أداة عمل أساسية غيرت بنحو أساسي الطريقة التي نعمل بها ونتفاعل فيها مع بعضنا البعض.
وقد تم إنشاء صناعات جديدة وتوسيعها بناءً على احتمالات زيادة إنتاجية الموظفين وتحسين استخدامهم اليومي لتقنيات الطباعة. وتواصل الشركات ذات الإرث الغني، مثل زيروكس، جهودها الاستثمارية العالية للحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق من خلال العمل مع عملائها.
- ما هي رؤيتكم للتحول القادم في مجال الطباعة والرسومات؟
نشهد حالياً بدايات المرحلة القادمة لتحول صناعة الطباعة؛ التي ستتجاوز الطباعة الورقية. ويقدم تطبيق الواقع المعزز مثالاً ممتازاً عن كيفية عمل زيروكس مع الشركاء لتطوير “رمز مخفي” يتيح للعملاء أخذ المعلومات من مستند مادي باستخدام أجهزتهم الذكية، للحصول على محتوى حيوي إضافي. أيضاً، هناك فرص أخرى لاستكشاف مواد وجوانب جديدة تتيح تحويل صناعة الطباعة بطرق أكثر إبداعية.
- هل تشاركين في أي نوع من الأعمال التطوعية؟ نرجو بعض التفاصيل؟
أعتقد أن رد الجميل للمجتمع هو مسؤولية الجميع. وستكون هناك أوقات يمكننا فيها فعل المزيد وأوقات أخرى قد نتراجع في ذلك. تشمل بعض الأنشطة التي أشارك فيها تجميع صناديق هدايا عيد الميلاد للأطفال المحرومين والتطوع خلال أشهر الشتاء لتسليم الملابس الدافئة التي تشتد الحاجة إليها والوجبات الساخنة للمشردين عندما يكونون أكثر عرضة للخطر. هذا جانب مهم من جوانب تحقيق التوازن بين العمل والحياة بالنسبة لي وهو ما يشعرني بالوئام الداخلي، كما أنه يمثل دوراً حيوياً في مساهمتي تجاه المجتمع.
- ما هي الخطوة التالية بالنسبة لك فيما يتعلق بحياتك المهنية في مجال الطباعة؟
إنه لأمر مثير حقاً أن نكون جزءاً من صناعة الطباعة، فنحن نعمل على تطوير وإيجاد طرق مبتكرة لتحسين الاتصال وإضافة قيمة لعملائنا عبر مختلف قطاعات العمل والمجالات التكنولوجية. ففي هذه البيئة الحيوية، هناك دوماً سبلاً عديدة لاستكشافها مع مواصلة العمل الوثيق مع شركائنا وعملائنا في تنفيذ الاستراتيجيات الرئيسية وتحويل الابتكار إلى واقع وهو ما يشكل محور اهتمامي وتركيزي.