توقعات بزيادة الطلب لخدمات الأمن المدارة بالمنطقة
وفقا لإحدى الأبحاث التي أقيمت مؤخرا من قبل “فروست اند سوليفان للأبحاث”، وجد أن سوق الخدمات المدارة في دول الخليج سوف ينمو من 1.073 مليون دولار أمريكي في العام 2012 إلى 3.112 مليون دولار بنهاية العام 2018. وأن هناك العديد من الشركات والمؤسسات التي تبحث عن تطوير بنيتهم التحتية لتكنولوجيا المعلومات ولكن دون وجود موارد كافية لذلك. هذا ما دفعنا في “تشانيل بوست العربية” لبحث و مناقشة مسالة النمو المتعلقة بخدمات الامن المدارة بمنطقة الشرق الأوسط. و كان لنا (تشانيل بوست العربية) هذا التعليقات من مجموعة من الخبراء في صناعة “الخدمات المدارة”.
وفيما يتعلق بأوضاع السوق الحالية, أوضح ”شادي سلامة” مدير القنوات لأعمال الشرق الأوسط لدى “سيسكو”,بأن الخدمات المدارة تواصل حصد قبول أوسع في منطقة الشرق الأوسط. وفي ظل بيئة الأعمال الرقمية المعاصرة ذات القدرة التنافسية المتنامية، وبأنه يتعين على المنظمات مواصلة التركيز الجاد على تقنية المعلومات، وأن تبحث دائما عن طرق مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة لتلبية مطالبها التقنية المعقدة.
و اضاف“سلامة” بأنه يتم الدفع حاليا بالمؤسسات و الشركات للحد من نفقاتها التشغيلية وزيادة الكفاءة في نفس الوقت، وكثير منهم يجدون صعوبة في تحسين عملياتهم مع الموارد الداخلية لتكنولوجيا المعلومات. إضافة إلى ذلك، فإن احتدام المنافسة وتزايد الطلب من العملاء يدفعهم إلى الاستعانة بمصادر خارجية لأنشطتهم “الفرعية” والتركيز أكثر على أعمالهم الأساسية. فالعملاء يريدون القيمة، والأداء الوظيفي المبتكر، والموثوقية، ويسعى مقدمو الخدمات المدارة إلى تلبية هذه الاحتياجات بأقل تكلفة ممكنة.
و يري “سلامة” أن النجاح والنمو لموردي خدمات الأمن المدارة سيكون حليفا لتلك الشركات التي تتبنى بالكامل الابتكارات مثل إنترنت الأشياء، والتنقل، والمحاكاة الافتراضية واستخدام الأجهزة الشخصية على سبيل المثال. من خلال تجهيز منظماتهم بالتقنيات المناسبة بدعم من الخبراء،و يمكن للشركات تقليل العبء على فريق تكنولوجيا المعلومات.لقد أصبح نموذج الخدمات المدارة لا يقتصر على المؤسسات الكبيرة، فإننا نشهد الآن اهتماما متزايدا من الشركات الصغيرة والمتوسطة لمراكز بياناتها ومتطلبات بنيتها التحتية. وتأتي الشركات من قطاعات مثل التجزئة، والرعاية الصحية، والخدمات المصرفية والمالية، والاتصالات، والحكومة على سبيل المثال ضمن العملاء المحتملين. مع توقعاته بأن سوق الخدمات المدارة سيشهد نموا مطردا في العام 2017.
فيما يري “ماهيش جوشي”، مدير التدريب ــ الخدمات المدارة لدي “أيسيكس”, بأن سوق الخدمات المدارة ينمو بشكل متسارع والقبول يتزايد يوما بعد يوم. ووفقا لوكالات متعددة مثل “أي دي سي ” و “فورستر” فإن معدل النمو السنوي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تقريبا 19.8٪ وهو ضعف السوق العالمية. و أنه على مقدموا الخدمات المدارة أن يصبحوا شركاء لتحويل تقنية المعلومات لعملائهم. ويتمثل العامل الرئيسي في الابتكار والأتمتة. حيث يستطيع مقدمو الخدمة مواكبة التغيير، مع القدر المناسب من النهج الابتكاري وأتمتة العمليات. و ستظل تجربة المستخدم وإمكانية الوصول المحلية أحد التحديات التي تواجهها منظمات العملاء. وسيظل الأمن تحديا للتعامل مع طبيعة التغيرات دائما، مما يتطلب مساعدة الخبراء. حتى أن إدارة النماذج السحابية وضمان توافر التطبيقات للمستخدمين النهائيين أو العملاء لا تزال مهمة صعبة.
و أوضح “ساشين بهاردواج”، مدير التسويق وتطوير الأعمال لدي “إي هوستينغ داتا فورت” أن العديد من الشركات ليس لديها الموارد اللازمة لدعم فريق داخلي متخصص في تقنية المعلومات. وفي مواجهة التكاليف المتزايدة وإدارة بيئة تقنية المعلومات متنامية التعقيد، تسعي المنظمات في الشرق الأوسط الآن أكثر من أي وقت مضى نحو الخدمات المدارة كبديل لإدارة وتوسيع بنيتهم التحتية لتقنية المعلومات.و أن الأمن يعد واحدا من أكبر الاهتمامات بسبب تلك الشركات التي تظهر مقاومة لمقدمي الخدمات المدارة وللتغلب على ذلك، يجب على مقدمي الخدمات المدارة ضمان حصولها على أفضل التقنيات والممارسات في مجال الأمن، وأن تقدم مراقبة على مدار الساعة وإدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات والخدمات الأمنية المدارة القابلة للتخصيص – جميعها مع ضمان اتفاقية مستوى الخدمة التي تلبي معايير الصناعة الدولية.
و أبان ” بهاردواج”، بأنه على الرغم من قيام العملاء بنشر المزيد من التطبيقات على مختلف أنواع البنية التحتية السحابية. فإن معظم مقدمي الخدمات السحابية الخالصة إما يقدمون خدمة البرمجيات (SaaS) أو خدمات البنية التحتية (LaaS). ونتيجة لذلك، ستكون هناك حاجة دائما لمزودي الخدمات المدارة الذين يقدمون محفظة خدمات شاملة للشركات الصغيرة والمتوسطة لدعم عمليات تقنية المعلومات على مدار الساعة حتى في حالة استضافة التطبيقات على السحابة. وبينما سيكون من الأسهل والأقل تكلفة بالنسبة لمقدم الخدمة أن يعمل كموفر للخدمات السحابية فقط، لا يوصى بالتخلص من الخدمات المدارة التقليدية. حيث يكمن الخيار الأفضل في امتلاك الخيار الهجين، حيث أن العملاء يفضلون الخلط والتوافق في المستقبل.