الحوسبة السحابية تحسن عمليات الشركات الصغيرة والمتوسطة
بقلم : حيدر سلوم مدير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة لدى شركة مايكروسوفت الخليج
لقد كان للتكنولوجيا تأثير عميق على طريقة تسيير الأعمال في منطقة الخليج ، حيث ساعدت تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي ، التعلم الآلي، الطباعة ثلاثية الأبعاد ، البيانات الكبيرة، التنقل والحوسبة السحابية في تشكيل مشهد جديد مشرق ، وتسعى جميع الشركات بمختلف أحجامها ومن كافة الصناعات إلى استخدام الأدوات التقنية لإعادة تحسين النماذج التشغيلية والمنتجات والخدمات وطرق التسليم.
ولعل التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات الأصغر حجما هو توفير وقت تشغيل بنسبة 100٪، وأظهر استطلاع أجرته شركة تيشيسل المحلل الصناعي في مجال تكنولوجيا المعلومات ورجال الأعمال أن 87٪ من مدراء السوق المتوسطة يؤمنون بقدرة الحلول السحابية على المساعدة في نمو الأعمال وتطورها ، لكن الباحثين اكتشفوا أيضا أن 94٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تعتبر أن ميزة النسخ الاحتياطي والتعافي من الكوارث ذات أهمية رئيسية لأعمالهم.
وتسمح ميزات الحوسبة السحابية للشركات الصغيرة بإضافة قيمة ضخمة لها بسرعة أكبر ، حيث تشهد الشركات التي تعتمد تقنية الحوسبة السحابية زيادات في المبيعات تصل إلى 400٪ ، لذلك يعمل التحول الرقمي على تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من إعادة النظر في استراتيجياتها الخاصة بالتجارة ، كما يقوم بتحويل التكاليف والكفاءة التشغيلية لتعزيز حصتها في السوق.
يجب على الشركات أن تنظر في العناصر الهامة للغاية لمواصلة استمرارية أعمالها وسلامة أمنها ، وذلك لأن المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم معرضة لفقدان البيانات والتهديدات الأمنية والإنقطاعات غير المتوقعة ، لذلك تعد الحوسبة السحابية الحل الأمثل الذي يعالج كل هذه الاحتياجات التي تشمل أتمتة النسخ الاحتياطي والقدرة على استعادة البيانات في حالة الطوارئ أو حدوث عطل ، وكذلك توفير نظام أمني متكامل عالي المستوى.
تعمل نظم استعادة البيانات بالعمل مباشرة بعد الكوارث بالقيام بأعمال النسخ الاحتياطي المنتظم كنوع من بوليصة التأمين ضد الأعمال التجارية المفقودة والتكاليف الضخمة التي يمكن أن تنشأ بسبب مثل هذه الحالات ، علماً أن استرداد المعلومات وحزم النسخ الاحتياطي للبيانات يمكن أن يكلف أصحاب الاعمال أقل من بضع مئات من الدولارات في الشهر، ويضمن أنها يمكن أن تزاول عملها مجدداً على الانترنت بعد بضع دقائق من حدوث الانقطاع.
وقد أدى الانخفاض العالمي في أسعار النفط مع تقلبات أسعار العملات إلى التأثير على الايرادات الاقليمية ، لذلك يجب تجديد التركيز على دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تحسين التكاليف التشغيلية من خلال زيادة تكثيف الجهود لبذل المزيد مع أقل التكاليف ، بدلاً من اتباع استراتيجية خفض عدد الموظفين وبالتالي سيأثر ذلك في انخفاض مستوى تقديم الخدمة.
صمم مايسمى “بالإقتصاد السحابي” لمواجهة مثل هذه التحديات وتلبية جميع احتياجات تلك الشركات ، حيث أن البنية التحتية بما تحتويه من تخزين وخوادم تعتبر مكلفة جدا لإعتمادها ، ناهيك أيضاً عن توفير تكاليف التشغيل والصيانة الباهضة ، وبالتالي يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة تسليم كل تلك الأمور التي تتضمن أعباء العمل والموظفين اليومية إلى مزودي الخدمات السحابية الموثوق بهم ، والذين يقومون بدورهم بإدارة أعمالهم في مراكز بيانات جاهزة على نطاق واسع ، وبذلك تنخفض تكاليف الأعمال بنسبة 20 إلى 30٪، ليستفيد العملاء من تلك الفرص الكبيرة.