سوق الهواتف الجوالة بالشرق الأوسط يواصل تراجعه في ظل نمو طفيف بالربع السنوي الأخير
تضرب الموجة الثالثة من الانخفاضات على أساس ربع سنوي سوق الهواتف الجوالة بالشرق الأوسط على التوالي خلال عام 2016، وذلك فقًا لأحدث الأرقام التي أعلنتها شركة البيانات الدولية (IDC) اليوم، حيث بلغ إجمالي عدد الشحنات بالمنطقة حوالي 23.8 مليون جهاز بمعدل انخفاض بلغ -0.7% من عدد الأجهزة في الربع السنوي الثاني من عام 2016 والذي بلغ 23.9 مليون جهاز، و-19.4% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وفي ضوء الانخفاض الحاد على أساس ربع سنوي في الربع الثاني من عام 2016 الذي بلغت نسبته -8.5%، فهناك بارقة أمل من الأرقام المعلنة مؤخرًا يعود مصدرها إلى تراجع معدل الانخفاض.
سجلت كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضًا ربع سنوي من عام 2016، مع تصدر المملكة العربية السعودية قائمة الانخفاضات بنسبة -18.3%. وصرّح سعد الخادم، محلل الأبحاث بشركة IDC الشرق الأوسط وأفريقيا بأن “تأثير المناخ الاقتصادي المليء بالتحديات الذي صاحبه تأثير عملية السعودة على سوق الهواتف الجوالة، حيث ينص القانون على تعيين السعوديين فقط داخل المملكة بقطاع الهواتف الجوالة فيما يتعلق بالمبيعات، وصيانة ما بعد البيع، والملحقات. جدير بالذكر أن سوق الهواتف الجوالة في المملكة غالبًا ما يحركه تجار التجزئة المستقلين، وهي الشريحة التي تأثرت تأثرًا بالغًا بهذا القانون الجديد؛ حيث أغلق حوالي 50% من المتاجر أبوابه، مما أثر على الفور في انخفاض عدد الشحنات، ومع ذلك فهناك توقعات بأن هذه الاتجاه سيتحول ببطء وبثبات نحو سوق تجزئة أكثر تنظيمًا، حيث يسعى السوق إلى تصحيح نفسه.”
وشهدت شحنات سوق الهواتف الجوالة بدولة الإمارات العربية المتحدة انخفاضًا نسبته -10% على أساس ربع سنوي في الربع الثالث من عام 2016، بينما ظلت نسبة الانخفاض في بقية دول مجلس التعاون الخليجي (قطر والبحرين والكويت وعمان) -4.1% في الفترة نفسها. وصرّحت نبيلة بوبال، مديرة أبحاث الهواتف الجوالة بشركة IDC لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في هذا الصدد قائلة “إن السبب الأساسي الكامن وراء الانخفاض العام الذي تشهده دول مجلس التعاون الخليجي هو استمرار انخفاض أسعار النفط والإنفاق الحكومي المقيد في المنطقة، بالإضافة إلى نقص عنصر الابتكار في صناعة الهواتف الذكية، كما أن تراجع انخفاض الأسعار ساهم في الحد من طلب العملاء للحصول على الطُرُز الأحدث من الهواتف الجوالة، الأمر الذي سيترتب عليه إطالة الفترة الزمنية لدورة تحديث الهاتف الذكي. وتمثل هذه المرحلة بزوغ فجر عصر جديد لسوق الهواتف الذكية، حيث إن هذين العاملين هما المحركان الرئيسيان لمعدلات نمو ثنائي الرقم مرتفعة قد اعتاد عليها هذا القطاع من قبل. وعلى هذا النحو، فأنا أتوقع أن سوق الهواتف الذكية سيشهد نموًا متواضعًا في أحسن الأحوال حتى تحدث طفرة هائلة في عملية الابتكار.”
وعلى جانب آخر، وبالرغم من المحن التي تمر بها شركة سامسونج فيما يخص ضرورة استردادها لجميع هواتف جالاكسي نوت 7، وهي الشحنات التي لم يتم إدراجها في تقرير الربع السنوي الثالث لعام 2016 الذي تصدره شركة IDC، فهي لا تزال تحتل الصدارة في سوق الهواتف الذكية بالشرق الأوسط بحصة تقترب من 35٪، فشحناتها لم تنخفض سوى بمقدار -3% على أساس ربع سنوي، برغم كل ما تعرضت له الشركة من مشكلات، وهو ما يعد إنجازًا لا يمكن إغفاله، تلتها شركة هواوي لتحتل المرتبة الثانية بحصها مقدارها 14.4%، وشركة آبل في المرتبة الثالثة التي تجاوزت حصتها 11% رغم إصدارها لهاتف آيفون 7. وقد تسبب نقص توريد هاتف آيفون 7 بالإضافة إلى انخفاض توريد الطُرُز الأقدم من الهواتف الجوالة التي تطرحها آبل في ضعف أداء الشركة. وتتوقع شركة IDC أن تشهد شركة آبل انتعاشًا ملحوظًا في الربع السنوي الرابع.
وفي هذا الصدد، قال سيمون بيكر، مدير أول برامج الهواتف الجوالة في شركة IDC لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، “لم تعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أقوى المناطق نموًا على الخريطة العالمية للهواتف الذكية، وكان التراجع الذي شهدته سريعًا للغاية، كما تظهر شريحة وسطى جديدة في سوق الهواتف الذكية في المنطقة، وبدأ الاستقطاب القديم بين الهواتف التقليدية والهواتف الفاخرة. فبعبارة أخرى، أصبح سوق الشرق الأوسط مشابهًا للأسواق الأخرى في جميع أنحاء العالم.”
ولا تزال تجاهد قنوات البيع وتجار التجزئة لمواكبة هذه التطورات، كما نشهد الآن اندماجًا ملحوظًا في السوق. وقد تسبب كل من انخفاض حجم الطلب وتراجع هوامش الأرباح في لجوء الشركات الكبرى إلى خفض التكاليف، وتقليل عدد الموظفين، بالإضافة إلى البحث عن بدائل لفرص تجارية خارج قطاع الأجهزة الجوالة.
ومن الأخبار الإيجابية في هذا السياق، يعد الربع السنوي الرابع من أفضل الأرباع السنوية في عام 2016 لشحنات الهواتف المحمولة، ولذلك تتوقع IDC أن يشهد السوق نموًا طفيفًا بنسبة 8% على أساس ربع سنوي و8.1% على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2016.