تسعة من أصل عشرة شركات تتبع نموذج النمو العشوائي
كشفت دراسة دولية حديثة صادرة عن “إبيكور سوفت وير كوربوريشن” (Epicor Software Corporation)، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال توفير الحلول المؤسسية المتخصصة، عن المخاطر المحتملة لنمو الأعمال بشكل عشوائي. وتعرضت تسعة من أصل عشر شركات حول العالم، أي 89%، إلى مخاطر تتعلق بالأعمال خلال العام الماضي، وذلك بسبب تأثير النمو العشوائي الذي حدث نتيجة لطفرة في النمو.
واستطلعت الدراسة، التي قامت بها شركة “مورار كونسالتينج” (MORAR Consulting) بتكليف من “إبيكور”، آراء أكثر من 1800 من قادة الأعمال في 12 دولة حول العالم.
وأشارت 58% من الشركات التي استطلعت آراؤها إلى أنها حققت نمواً في العام 2015، فيما تتوقع نحو 70% من هذه الشركات تحقيق نمو في العام الجاري، إلا أن 11% فقط حققت نمواً يتماشى تماماً مع خططها للنمو خلال العام 2015.
واعترف قادة الأعمال الذين تم استطلاع آرائهم بأنهم غالباً ما يخشون عواقب النمو، حيث ذكروا عدداً من التأثيرات السلبية للنمو عندما لا يكون مخططاً له بشكل فعال. وقال 48% منهم بأنهم قلقون من أن نمو الأعمال يضع ضغطاً كبيراً على العمليات ويتسبب بأضرار على الجودة ومستويات رضا العملاء. في حين أن عدد كبير من الشركات (%42) كانت قلقة من أن أنظمة تكنولوجيا المعلومات لديها قد لا تتمكن من التعامل مع نموذج أعمال أكبر وأكثر تعقيداً. أما القلق الأكبر الذي عبر عنه كبار المديرين التنفيذيين فكان خسارة العلاقة مع العملاء والتي يمكن أن تأتي نتيجة للنمو.
كما ينطوي النمو على عدد من المخاوف فيما يتعلق بتوافر الموارد مع توسع نشاطات الأعمال. وأشار 45% من قادة الأعمال إلى أنه وكنتيجة للنمو، فإنهم يخشون بأن أعمالهم ربما تشمل مشاريع كبيرة أو معقدة يفتقدون المهارات والتكنولوجيا لإتمامها بشكل فعال، ما يضر بالتالي بسمعة علامتهم التجارية. كما ساورهم القلق حيال تزايد الأعباء مع نمو الأعمال وإلى مستوى يضع كثيراً من الضغط على الموظفين، ما يدفع بالموظفين الرئيسيين إلى مغادرة الشركة (%43). وأبدى أقل من نصف قادة الأعمال الذين تم استطلاع آرائهم (%45) قلقهم من أنهم ليسوا مستعدين على المستوى الشخصي لمواجهة تحديات إدارة أعمال تجارية أكبر وأكثر تنوعاً.
وعلى الصعيد العالمي، فإنه من المرجح أن تحقق الشركات المتوسطة التي تضم من 100-999 موظف مستويات كبيرة من النمو العشوائي (%37)، بالمقارنة مع الشركات الأكبر التي تضم ما يزيد على 1.000 موظف (%29). ويمكن أن ينجم عن النمو العشوائي العديد من التحديات والمخاطر وهي الأمور التي تتفق ثلاثة ارباع الشركات تقريباً على أنها تعكس بعض المخاوف بالنسبة لها. ويمكن وصف النمو على أنه أمر مقلق (حالة واحدة من كل عشر حالات) من قبل الشركات متوسطة الحجم (كادر وظيفي من 100-249 موظف)، لأنه يجعل من الصعب الإنتقال من شركة صغيرة إلى شركة متوسطة الحجم.
وعلى ضوء ذلك، فإنه ليس من المستغرب بأن يصف قادة الأعمال حول العالم النمو بالصعوبة وفي نفس الوقت بالمجزي، مما يدل على أن الشركات حول العالم بحاجة إلى الاستعداد للنمو بشكل أكثر فعالية. واعترف حوالي نصف من استطلعت آراؤهم (%45) بأن النمو شكل تحدياً لهم خلال العام 2015.
ولدعم نمو الأعمال والتحضير للتحديات التي يفرضها بشكل أفضل، تعتقد 79% من الشركات بأن البنية التحتية الفعالة والمتكاملة لتكنولوجيا المعلومات هي أمر ضروري وأساسي. وقال ملكوم فوكس، نائب رئيس تسويق المنتجات لدى “إبيكور”: “إن تبني التكنولوجيات الجديدة ينبغي أن يدفع الشركات لجني فوائد الكفاءات المكتشفة حديثاً وتمهيد الطريق أمام النمو”.
وأضاف فوكس: “على الرغم من أن غالبية الشركات تسعى إلى تحقيق النمو خلال العام الجاري، إلا أنه من الواضح أن هناك مخاوف جدية فيما يتعلق بقدرة الشركات على التعامل مع هذا النمو. وهذه المخاوف ليس لها أساس من الصحة، حيث تظهر دراستنا أنه حتى عندما تخطط الشركات للنمو، فإن هذا النمو لا يزال يشكل مفاجأة بالنسبة لها؛ ما يضع ضغوطاً غير متوقعة على الشركات. وإن التوقيت المناسب للاستعداد لطفرات النمو يكون في وقت مبكر، حيث إن من شأن وجود إطار عمل لتمكين الشركة من الاستجابة للنمو ومواكبته هو أمر بالغ الأهمية”.