الشركات في الخليج تتبنى أدوات الإدارة لتسريع وتيرة النمو
كشفت “بين آند كومباني” عن نتائج استطلاعها الرابع عشر لرصد اتجاهات وأدوات الإدارة الخمسة والعشرين الأكثر استعمالاً والذي تجريه مرة كل عامين. شمل استطلاع العام 2015، الذي حمل عنوان “أدوات واتجاهات الإدارة”، أكثر من 1,000 مدير تنفيذي يمثلون شركات من كافة الأحجام فيمختلف أنحاء العالم. أشار الاستطلاع إلى أن المدراء التنفيذيين أكثر ثقة بالاقتصاد العالمي و بالأداء المالي لشركاتهم مما كانوا عليه في الماضي. بالتالي، يتجه هؤلاء المدراء بشكل متزايد نحو استخدام أدوات الإدارة من أجل تطوير استراتيجيات النمو طويلة الأمد لشركاتهم، حيث أفاد حوالي نصف من استطلعت آراؤهم بأنهم يتطلعون إلى تبنّي أدوات جديدة من أجل التعامل بفعالية مع التحديات الملحّة في مجال الإدارة، مثل تزايد التعقيد في الأعمال، الهجمات الإلكترونية وتراجع مستويات ولاء العملاء.
“تلاءم نتائج الاستطلاع مع ما نسمعه في مجالس إدارة الشركات في مجلس التعاون لدول الخليج حيث يبدي المدراء التنفيذيون تفاؤلاً حذراً بالنسبة للمشهد الاقتصادي لقطاعاتهم الصناعية نظراً لميل أسعار النفط نحو الانكماش مؤخراً، وهم يتطلعون الى أدوات الإدارة لمساعدتهم في تطوير أعمالهم عند انحسار الانكماش”، أفاد جو الراعي، مدير رئيسي في مكتب الشرق الأوسط لدى شركة “بين آند كومباني”.
تضمنت أهم نتائج الاستطلاع ما يلي:
- تحديات الأعمال: على الرغم من أنّ ثلاثة أرباع المدراء التنفيذيين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يشعرون بأن شركاتهم تحقق أداء مالياً قوياً، إلا أنهم يدركون في الوقت ذاته بأنّ تزايد تعقيدات الأعمال، تهديدات الهجمات الإلكترونية، الحاجة الملحة لزيادة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات وتراجع معدلات ولاء العملاء تمثل أبرز التحديات الرئيسية التي تواجههم.
- تزايد تعقيدات الأعمال: يعتقد حوالي 70% من المدراء التنفيذيين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ممن استطلعت آراؤهم بأن زيادة تعقيدات الأعمال ستتسبب في ارتفاع التكاليف، وبالتالي الحد من النمو.
- الهجمات الإلكترونية: تمثل التهديدات الرقمية والهجمات الإلكترونية مصدر قلق رئيسي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، لا سيّما ضمن قطاعي الرعاية الصحية والخدمات المالية اللذين يستخدمان بيانات دقيقة وشخصية تمثل هدفاً رئيسياً للهجمات عبر شبكة الإنترنت. وأبدى حوالي نصف المدراء التنفيذيين المشاركين في الاستطلاع “قلقهم العميق” تجاه هذه المسألة، وهي نفس النسبة المسجلة خلال العام 2013، إلا أنها أقل من منطقة آسيا والمحيط الهادئ (74%) وأمريكا الشمالية (60%).
- الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات: يرى 56% من المدراء التنفيذيين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وجود حاجة ملحة لزيادة حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الثلاث المقبلة، في سبيل مواكبة وتيرة التغيير السريعة وتمكين الشركات من البقاء في دائرة المنافسة. كما يشعر 40% منهم بأنّ البنية التحتية الحالية لتكنولوجيا المعلومات، التي غالباً ما تكون مثقلة بالأنظمة القديمة، تمثل عائقاً آخر أمام عجلة النمو، وهي النسبة ذاتها في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، لكنها أقل من النسبة المسجلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (57%).
- ولاء العملاء: يبدي المدراء التنفيذيون قلقاً واضحاً إزاء تراجع ولاء العملاء للعلامة التجارية، حيث أفاد ثلثا من استطلعت آراؤهم بأن العملاء أقل ولاءً للعلامة التجارية مما كان عليه الأمر في السابق.
- استراتيجية النمو: يعتقد نحو ثلثي من استطلعت آراؤهم من المدراء التنفيذيين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بأن عمليات الدمج والاستحواذ ستكون استراتيجية هامة لتحقيق النمو ضمن القطاعات التي يعملون ضمنها، وهي نسبة تقل عن تلك المسجلة في آسيا والمحيط الهادئ (74%)، لكنها تفوق النسبة المسجلة في الأمريكيتين.
- اتجاهات استخدام أدوات الإدارة: تقوم الشركات بنشر مجموعة واسعة ومتغيرة باستمرار من أدوات الإدارة من أجل التعامل مع تحديات الأعمال واقتناص فرص الأعمال. ومع ذلك، فهناك شرائح مختلفة تقوم بقياس معدلات استخدام مختلف الأدوات والرضا عن أدائها حسب حجم الشركة ونطاق عملها وانتشارها الجغرافي، حيث تستخدم الشركات الكبيرة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، على سبيل المثال، أكبر عدد من أدوات الإدارة. كما أنّ المدراء التنفيذيون المشاركون في الاستطلاع عبروا عن ارتياح أكبر عند استخدام أدوات الإدارة للعمليات الكبيرة مثل التحولات واسعة النطاق لمقارنة بالبرامج محدودة النطاق.
- انخفض معدل استخدام أدوات الإدارة بين المدراء التنفيذيين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشكل طفيف عن العام 2012، حيث تم استخدام ما متوسطه 6.6 أداة في العام 2014 مقارنةً بـ 6.8 أداة.
- حازت استطلاعات الرأي المتعلقة بأدوات “مختبرات الابتكار الإحلالي” و” تشريح العملاء” و”التخطيط الاستراتيجي” و” استطلاع التزام الموظفين” في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على أعلى مستويات الرضا، فيما حصل “التعهيد” في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على أدنى مستوى بين جميع أدوات الإدارة.
- من بين الأدوات المستخدمة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حققت “إدارة علاقات العملاء” و”المقارنة المعيارية” و”التعهيد” و”بطاقة الأداء المتوازن” أعلى درجات الاستخدام؛ فيما تم استخدام “الميزانية الصفرية” و”الابتكار الإحلالي” بدرجة أقل.
- كان استخدام أداة “عقلية المؤسسين” أكثر وضوحاً في الصين والهند (71%) وأمريكا اللاتينية (64%)، مقابل الولايات المتحدة (55%) وأوروبا (43%). وأظهرت النتائج بأّنّ المدراء التنفيذيين في الأسواق الناشئة هم على الأرجح الأكثر شعوراً بأن مبادئ وأهواء مؤسسي الشركات هي التي تقود وتوجّه سير أعمالهم.
- أظهر المدراء التنفيذيون في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا رضا أعلى عن غالبية أدوات الإدارة بالمقارنة مع نظرائهم في أمريكا الشمالية، إلا أنهم أقل رضاً بالمقارنة مع المدراء التنفيذيين من آسيا والمحيط الهادئ، مما يشير إلى عدم اعتماد استراتيجية نمو متشدّدة في أسواق أوروبا المتطورة لمقارنة مع نظرائهم في الأسواق الناشئة في آسيا.
- لم تستخدم أداة “إدارة التعقيد” بكثرة على الرغم من أن زيادة تعقيدات الأعمال جاءت في مقدمة التحديات الملحة التي تواجه الأعمال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
- تواصل الشركات في الأسواق المستقرة الميل نحو استخدام الأدوات التقليدية مثل “المقارنة المعيارية” و”استطلاعات التزام الموظفين “.
- تعد الشركات في الأسواق الناشئة من أوائل الشركات الداعمة لاستخدام أدوات الإدارة الجديدة مثل “تحليلات البيانات الضخمة” و”التحول الرقمي” و”مختبرات الابتكار الإحلالي”.
وأضاف الراعي: “باستثناء بعض القطاعات، ينظر المدراء التنفيذيون الى الأداء المالي على أنه يتحسن بالرغم من بعض التحديات حيث لا يزال الفهم الغير كاف لحاجات العملاء يعوق النمو في بعض القطاعات فيما لا تزال التعقيدات المتزايدة تؤثر على ارتفاع التكلفة. ويشكل التكيف مع المتغيرات المستمرة في عالم الأعمال عاملاً أساسياً لخالقي القيمة المستدامة، كما أن الاستُثمار في الابتكار سيعزز التفوق الاقتصادي على المدى الطويل”.
التوجهات المستقبلية لأدوات الإدارة: تتغير شعبية ونسبة استخدام أدوات الإدارة مع مرور الزمن حيث تظهر أدوات محددة مثل “إدارة علاقات العملاء” و”المقارنة المعيارية” ثباتاً لافتاً باعتبارها قوة مؤثرة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتشير البيانات إلى أن الأدوات الأخرى، مثل “إدارة الجودة الشاملة”، باتت تستخدم على نحو أقل اليوم مما كان عليه الأمر قبل 20 عاماً، مما يشير إلى أن بعض الأدوات تتبع دورات حياة مماثلة للعديد من المنتجات الاستهلاكية:
- أكّد حوالي 45% من المدراء التنفيذيين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ممن استطلعت آراؤهم، عزمهم على التركيز بصورة أكبر على تعزيز نمو العوائد بدلاً من خفض التكاليف خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتشير التقديرات إلى أنّ هذه الخطوة قد تكون إحدى أسباب زيادة شعبية “تحليلات البيانات الضخمة” التي يمكن أن تساعد الشركات على تصنيف واستهداف العملاء بشكل أكثر فعالية.
- تواصل الشركات في الأسواق المستقرة الميل نحو استخدام الأدوات التقليدية مثل “المقارنة المعيارية” و”استطلاعات التزام الموظفين “.
- تعد الشركات في الأسواق الناشئة من أوائل الشركات الداعمة لاستخدام أدوات الإدارة الجديدة مثل “تحليلات البيانات الضخمة” و”التحول الرقمي” و”مختبرات الابتكار الإحلالي”.