95 بالمائة من المؤسسات تستعين بمنهجية تخطيط بعيدة المدى
تشير أحدث الدراسات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر في العام 2015، والتي تدور حول الرؤساء التنفيذيين وكبار المدراء التنفيذيين في الشركات*، إلى أن 95 بالمائة من المؤسسات التي تخطط على المدى البعيد (من 5 إلى 15 سنة) هي الأوفر حظاً بالتفوق على المؤسسات التي لا تضع أي خطط للمستقبل.
وفي هذا السياق، قال ستيف برنتيس، نائب الرئيس وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: “بإمكان منهجية التخطيط الاستراتيجي بعيدة المدى تحقيق العديد من الفوائد. فقد أظهرت الاحصائيات أن أكثر من 50 بالمائة من المؤسسات التي حققت أداءً دون المستوى لم تستعن منهجية تخطيط بعيدة المدى، أما المؤسسات التي قامت بذلك فقد أمنت مسار نموها لفترة تصل إلى 16 عاماً بشكل وسطي. أما في حالة الشركات المتفوقة، فإن أكثر من 80 بالمائة منها قامت باتباع منهجية تخطيط بعيدة المدى جداً، حيث وجهوا أنظارهم أبعد نحو المستقبل، وذلك بمعدل يصل إلى 22 سنة (انظر الشكل رقم “1”)”.
وتعتبر منهجية التخطيط الاستراتيجي بعيدة المدى من الممارسات التعاونية ضمن الهيئة الإدارية العليا وكبار المدراء في المؤسسات، والتي كشفت نتائج الدراسة من خلالها أن المدير المالي التنفيذي هو الشريك الرئيسي للرئيس التنفيذي حتى الآن.
وبشكل عام، أشار حوالي الـ 40 بالمائة من المستهدفين إلى أن المدير المالي التنفيذي قد يكون الخيار الأول أو الثاني أو الثالث للرئيس التنفيذي. أما الخيارات التالية الأكثر شيوعاً فقد أشارت إلى مدير الاستراتيجيات التنفيذي (27 بالمائة)، ومجلس الإدارة (26 بالمائة). بالمقابل، نجد أن المدير التنفيذي للمعلومات شكل الخيار الأول أو الثاني أو الثالث لفقط 17% من المستهدفين، بمرتبةٍ تلت الرئيس التنفيذي للتسويق (18 بالمائة)، والرئيس التنفيذي للعمليات (20 بالمائة)، ورئيس مجلس الإدارة (20 بالمائة)، والرئيس/المالك (23 بالمائة).
من جهة أخرى، شكل المدير المالي التنفيذي الخيار الرئيسي لكل من المؤسسات التي حققت أداءً دون المستوى وتلك التي تفوقت في أدائها، في حين تراجع مستوى مشاركة مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للتسويق إلى 24 بالمائة و14 بالمائة على التوالي في هذه المؤسسات. كما تميل المؤسسات التي تفوقت في أدائها إلى رفع مستوى مساهمتها في المهام والمناصب التقنية، مثل المدير التنفيذي للمعلومات، والرئيس التنفيذي للتقنيات، والمدير التنفيذي للابتكارات، والرئيس التنفيذي للمخاطر، والمسؤول التنفيذي الرقمي.
كما يتابع السيد برنتيس حديثه قائلاً: “بالنسبة للمدراء التنفيذيين للمعلومات الذين يُنظر إليهم على أنهم من المساهمين والمستشارين الرئيسيين في إحداث التغييرات الجوهرية التي تجسدها التقنيات الحديثة والمتطورة، يتوجب عليهم تقييم مناصبهم على المستوى الداخلي بشكل جدي، حيث يجب أن يلعبوا دور المبدعين الواعين والموضوعيين، الذين يفهمون الدور الثوري الذي ستلعبه التقنيات في مجال الأعمال على مدى الـ 10 إلى 20 سنة القادمة، والذين بإمكانهم المساهمة بشكل أساسي في الأنشطة التخطيطية بعيدة المدى والبعيدة المدى جداً داخل المؤسسة. وينبغي عليهم الأخذ بعين الاعتبار وضع الرؤى على المدى البعيد، وتحديد واستكشاف وتجربة التقنيات والقدرات الموجهة من التقنيات الثورية المحتملة، وذلك كي يتمكنوا من إثبات وإحداث الأثر والتغيير المتوقع على الأعمال”.
واختتم السيد برنتيس تصريحه بالقول: “إن تركيز المدراء التنفيذيين على إتباع منهجيات التخطيط بعيدة المدى يشير بشكل قوي إلى أنه فقط المدراء التنفيذيين للمعلومات الذين يتطلعون قدماً سيتابعون مسيرهم نحو المستقبل”.