Lenovo تتوسع في مجال الهواتف الذكية و التابلت
رغم أجواء الانكماش والتباطؤ المخيمة على الاقتصاد العالمي، تمكنت لينوفو أكبر مصنع أجهزة كمبيوتر شخصية في العالم من تحقيق نمو متسارع.
وتعجيلاً بهذا النمو تعاقدت الشركة الصينية (لينوفو) في شهر نوفمبر مع الممثل الشهير اشتون كوتشر في خطوة دعائية تساعدها على إعادة تصميم أجهزتها الحاسوبية اللوحية (تابليت)، أملاً في أن يساعد هذا الممثل الشاب الذي لعب مؤخراً دور ستيف جوبز على الشاشة، أجهزة لينوفو المحمولة على اللحاق بأجهزة أبل.
ولكن رغم تأخر أجهزتها اللوحية المسماة ليباد (Lepad) بالمقارنة مع أجهزة آي باد، فإن المستثمرين يعدون أكثر تفاؤلاً بشركة لينوفو عن شركة أبل، ذلك أن أسهم لينوفو صعدت بنسبة 25%، بينما تراجعت أسهم أبل بنسبة 2.3% في خلال السنة الماضية.
وحفاظاً على حماس المستثمرين وثقتهم، تدرك لينوفو أنه يلزمها الاستمرار في التوجه نحو مجالات غير تخصصها الرئيسي المتمثل في أجهزة الكمبيوتر الشخصية من خلال تنمية قطاع هواتف ذكية يركز جهوده الآن في الصين وإمكانية انتقالها إلى مجالات أخرى كالخوادم تلبية للطلب المتزايد على الحوسبة السحابية.
وقال محللون وبعض المنافسين إن لينوفو تعتبر إحدى شركات أجهزة الكمبيوتر الشخصية القلائل التي تبدو قادرة على الحفاظ على أداء يفوق أسواقاً متباطئة، ذلك أن استثمارها في تصميم المنتجات ودخولها في سوق محلية كبرى ومبيعاتها القوية للشركات قد وضعها في مكانة بالغة القوة على قمة سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي عملت مبيعاتها المتراجعة – التي تقلصت بنسبة 9% في آخر فترة ربعية – على إضعاف جميع منافسيها تقريبا.
سجلت لينوفو خلال الفترة الربعية الماضية مبيعات قياسية الارتفاع وصافي دخل قياسياً بلغا 9.8 مليار دولار و220 مليون دولار على الترتيب.
وقال جيري شن الرئيس التنفيذي لشركة أسوس التايوانية: “كبر تحد سنواجهه العام المقبل سيكون من لينوفو”،تفيد بيانات السوق التي أصدرتها مؤسسة جارتنر بأن مبيعات لينوفو من أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تشكل ثلاثة أرباع إجمالي عائداتها سبقت مبيعات نظرائها، متجاوزة أداء السوق بنسبة12%.
يذكر أن صفقات الاستحواذ التي عقدتها لينوفو بما يشمل صفقة في البرازيل واستثمارها في مجال البحث والتسويق ساعدتها على اكتساب حصص في أسواق تشمل أوروبا على الرغم من أن النمو الاقتصادي الواهن في الصين التي تشكل 40% من مبيعاتها عمل على تقليص العائدات. ويعتبر نظراء لينوفو في وضع أضعف كثيراً، حيث قالت «إيسر» رابع أكبر شركة أجهزة كمبيوتر شخصية في العالم من حيث المبيعات في منتصف شهر نوفمبر إن جي تي وانج رئيس مجلس إدارتها ومديرها التنفيذي المخضرم يعتزم تقديم استقالته عقب تدهور خسائر الشركة، كما تم مؤخراً تحول ديل إلى شركة خاصة لتتيح لمؤسسيها المجال لتتعافى. كذلك تعين على أبل استبعاد مخاوف تباطؤ مبيعات آي فون، وإن كانت آخر نتائجها قد طمأنت بعض المتشككين.
إحدى الشركات التي فاقت التوقعات هي شركة أسوس خامس أكبر شركات سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم من حيث المبيعات، وما عززها جزئياً هو إصدارها للجديد من المنتجات مثل تي 100 وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر مزود بويندوز سعره 349 دولاراً يشبه أجهزة نوتبوك، ولكن شاشته تبرز لتصبح على هيئة تابليت. وقال زان بول أحد تنفيذيي إنتل، والذي يدير علاقات الشركة مع شركات الكمبيوتر الشخصي باستخدام الرقائق: “لسوق الآن تكافئ الإبداع الهندسي”.
تستفيد لينوفو من هيمنتها في الصين التي تستحوذ فيها على ثلث سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ومن قوتها في مبيعاتها الرائجة إلى الشركات حالياً نظراً لقيام مايكروسوفت بتحديث نظام تشغيلها ويندوز
وقال شن: “وظف لينوفو مبيعاتها ونشاطها بالصين في دعم جميع أعمالها في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا ولا تستطيع شركات أخرى اتباع هذا النهج الاستراتيجي”.
غير أن المستثمرين يترقبون ليروا ما إن كان في مقدور لينوفو الاستمرار في تنمية أعمالها في مجال الهواتف الذكية والتابليت.
يذكر أن مبيعات هواتف لينوفو الذكية قفزت بنسبة 80% في الفترة الربعية الماضية مقارنة بعام مضى، كما قفزت مبيعاتها من التابليت بنسبة تتجاوز 400% لتبلغ نسبة عائداتها من الأجهزة المحمولة 15% من 8% العام الماضي
ومع ذلك لايزال معظم مبيعات هواتفها الذكية في الصين التي لاقت فيها صعوبة لتكسب أرضاً من رائدة السوق سامسونج، حسب نيكول بنج المحللة في مؤسسة كناليس لبحوث السوق، كما أن مبيعاتها من التابليت تبلغ 2.3 مليون جهاز، ما يعطيها أقل من 5% من السوق العالمية.
وقال يانج يوانكنج رئيس مجلس إدارة لينوفو ومديرها التنفيذي إن صفقات الاستحواذ تعتبر إحدى خيارات تعجيل النمو في الصين.
وكان قد تردد أن لينوفو تريد شراء بلاكبيري، غير أن مستثمرين يرون أنه من الأرجح أن تتم لينوفو محادثات طالت لفترة مع آي بي إم لشراء نشاطها في مجال الخوادم، الأمر الذي سيكون بمثابة نقلة نوعية تعزز حضور لينوفو وسط تنامي الطلب على التخزين السحابي، بحسب طومسون والمحلل في كريدي سويس. ورفضت لينوفو التعليق على ما يمكن أن تجريه من صفقات، ولكن وونج وايمنج مديرها المالي قال: «نحن مستعدون جيداً من الناحية المالية وكذلك من ناحية القدرة الإدارية، ونحن بالتأكيد نراقب باهتمام كل ما يجري حولنا.( فاينانشيال تايمز)>