فشل الشبكة يمكن أن يكلف الشركات في الإمارات خسائر تقدر بملايين الدراهم
فمن الغريب حقًا في الإمارات، أنه بينما يتضح أن جميع المنظمات حريصة على نشر أفضل التقنيات لتبسيط العمليات التجارية وزيادة سرعة الانتقال وخلق مصادر جديدة للدخل وتقديم خدمات جديدة، يغفل العديد منهم أهم عنصر أساسي للبنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات أثناء قيامهم بذلك. ففي العالم الذي تعني فيه الجدوى التجارية أن يكون لديك اتصالاً موثوقًا به، يبدو أن البعض لا يفهمون بعد لماذا يتعلق الأمر بالشبكة.
يقول السيد سوفيان دويك – المدير الإقليمي في الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة بروكيد للاتصالات – أن الآثار المالية المترتبة على انقطاع الشبكة يمكن أن تكون ضخمة، خاصة بالنسبة للمنظمات التي تعتبر إتاحة الخدمات عبر الإنترنت 24/7 أمرًا أساسيًا لإدارة أعمالها – مثلما هو الحال في القطاع المصرفي والقطاع المالي في الإمارات. لذا ينبغي على هذه المنظمات أن تدرك جيدًا عواقب فشل الشبكة. ولدينا مثالاً واضحًا على ذلك وهو الانقطاع التقني لمجموعة RBS/Natwest والذي أصاب البنك وعملائه وكلّف الشركة 125 مليون جنيه استرليني (750 مليون درهم إماراتي) وفقًا للتقارير المالية للشركة.
تعتبر الشبكة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لقطاع تجارة التجزئة عبر الإنترنت سريع النمو في الدولة. من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية B2C في الإمارات إلى 15 مليار دولار(55 مليار درهم إماراتي ) في 2015 ويعتبر توافر الشبكة والوثوق بها أمرًا حيويًا لتحقيق ذلك. فقد أصبح مجال التجارة الإلكترونية أمرًا واقعيًا في الإمارات أيضًا. حيث أن موقع التجارة الإلكترونية العملاق Amazon.com يعاني من خسائر تقدر بحوالي 5 مليون دولار (18.3 مليون درهم إماراتي) كل ساعة فهو بذلك لا يتقدم. ففي عام 2009، أًصيب موقع Paypal بانقطاع للخدمة لمدة 4 ساعات، مما تسبب في خسائر تقدر بـ 28 مليون دولار (102 مليون درهم إماراتي)في مجال التجارة.
فمن الواضح، أن تعطل الشبكة يؤثر على الربحية. لذا فقد أظهر بحث عالمي قامت به شركة بروكيد، أنه بالرغم من هذا الواقع التجاري، إلا أن العديد من المنظمات لا تزال تعتمد على البنى التحتية العتيقة لمراكز البيانات، واعترف ثلث من شملهم البحث أن منظماتهم تواجه حالات متعددة لفشل الشبكة كل أسبوع.
وعلاوة على ذلك فقد صرح 61 في المئة من موظفي مراكز البيانات أن شبكات شركاتهم لا تصلح لتحقيق الغرض المنشود وما يقرب من النصف صرحوا بأن انقطاع الشبكة تسبب في ضائقة مالية للشركة. وذكر 91 في المئة من صانعي القرار في تكنولوجيا المعلومات أن البنى التحتية الحالية لتكنولجيا المعلومات لا تزال تتطلب ترقيات كبيرة لتلبية متطلبات الشبكة عن طريق المحاكاة الافتراضية والحوسبة السحابية.
تعتمد العديد من مراكز البيانات الموجودة اليوم على تقنيات عمرها 20 عامًا، فهي ببساطة لم تعد قادرة على مواكبة المطلوب.
قد تكون الشركات معنية بأنها “لا تستطيع تحمل” الاستثمار الضروري للشبكة، ولكنهم لا يستطيعون عدم تحمل الاستجابة للتغيرات التي تؤثر على مراكز البيانات الخاصة بهم. يمكن أن تقدم المحاكاة الإفتراضية والنماذج السحابية استفادة أكبر من اللأصول الحالية، واتصال أكثر فاعلية من حيث التكلفة بالخدمات والتطبيقات. ولكنهم أيضًا يتطلبون سرعة انتقال وأداء أكبر للشبكة. وعدت الشبكات المعرفة من قِبل البرمجيات بالقيام بتحسينات كبيرة حول كيفية إدارة الشبكة واستجابتها للتغيرات في احتياجات العمل، ولكن ذلك يتطلب تقنية أكثر آلية وكفاءة من البنى التحتية ثلاثية المستويات.
والجواب هو أن تتخذ نهجًا مختلفًا في تصميم الشبكات – وهي المصنوعة من الأنسجة. فأنسجة الإيثرنت تلبي كلاً من متطلبات مراكز البيانات الحالية والمستقبلية، وبذلك يمكن نشر الخدمات والتطبيقات “المطلوبة”. إن التقنيات القابلة للتشغيل المتبادل جنبًا إلى جنب مع المعايير المفتوحة والحلول المرنة للتمويل تجعل نقل مراكز البيانات أسهل وأكثر فاعلية من حيث التكلفة في القرن 21.
وهذا يساعد منظمات الإمارات على الانتقال من النموذج التقليدي للشبكات إلى نهج أكثر عملية وأقرب من المطلوب والذي يمثل تطورًا كبيرًا في الشبكات باتجاه بنية تحتية للشبكات افتراضية ومفتوحة ومرنة للغاية . والنتيجة هي بنية تحتية مبنية بغرض الوصول لبيئات حوسبة سحابية وافتراضية للغاية تحيل التوقف إلى حيث ينتمي – فقط في الماضي.