خبير في معهد مصدر يتحدث خلال مؤتمر التكنولوجيا والترفيه والتصميم بأبوظبي
يعتمد النجاح في مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية وحماية البيئة إلى حد كبير على منظومة الابتكار المتكاملة إلى جانب الابتكار التكنولوجي، وفقاً للدكتور بروس فيرجسون، البروفيسور في برنامج هندسة وإدارة النظم ومدير مركز نظم الابتكار وريادة الأعمال في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.
جاء ذلك في حديث الدكتور فيرجسون أمام أكثر من 250 مشاركاً وحشد من المتابعين عبر شبكة الإنترنت، خلال انطلاق الدورة السنوية الثالثة من مؤتمر التكنولوجيا والترفيه والتصميم TEDxWWF، الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والذي جرى تنظيمه يوم 21 مايو من قبل الصندوق العالمي للحياة البرية وجمعية الإمارات للحياة الفطرية في أبوظبي، بحضور العديد من طلبة معهد مصدر ومجموعة من مختلف شرائح الشباب في المجتمع. ويهدف هذا المؤتمر الغير الربحي، والذي انعقد هذا العام بدورته السنوية الثالثة تحت عنوان “العيش في كوكب واحد”، إلى تشجيع المجتمع العالمي على تبادل الأفكار المبتكرة والمستدامة.
وقال الدكتور فيرجسون: “ما لم نبادر إلى الابتكار، فإننا على المدى البعيد سنفقد كل شيء، بما في ذلك العالم المتطور من حولنا. ولذلك يتحتم علينا أن نبتكر من أجل حماية البيئة وضمان استمراريتها مستقبلاً. وفي حين أن الابتكار يتسم عادة بطبيعة فوضوية وغير فعالة ولا يمكن التنبؤ بها، فنحن بحاجة لأن نكون حذرين إزاء فرض قيود على الابتكار حيث أن الأفكار الجيدة بحاجة إلى من يتبناها ويرعاها في مراحلها المبكرة”.
وأضاف: “إن المسألة لا تقف عند الابتكار التكنولوجي فقط؛ فهناك مليار شخص يحتاجون لإمدادهم بالطاقة الكهربائية، لذلك فإن الحلول تتطلب في المقام الأول الابتكار عند اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية. فنحن بأمس الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة لتأمين الغذاء والماء والطاقة لجميع سكان الأرض، إلى جانب أخذ التدابير لحماية محيطنا الحيوي إلى أقصى درجة ممكنة”.
وأشار الدكتور فيرجسون إلى أن سن القوانين واللوائح وإصدار التصاريح وتنظيم مجالس المراجعة واتباع أفضل الممارسات التي من شأنها جعل العالم أنظف وأكثر أمناً وأكثر قابلية للتنبؤ، غالباً ما يتمخض عنها نتائج غير مقصودة تؤدي إلى تباطؤ حدوث التغيير المنشود. وأكد على ضرورة تعديل “منظومة الابتكار” الخاصة بالقوانين وبالأطراف المعنية على نحو يساعد بتسريع عملية الابتكار في القطاعات الحكومية ويدعم مختلف المجالات الاقتصادية. وكمثال على ذلك، أشار الدكتور فيرجسون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت باستحداث الكثير من القوانين المساندة للشركات الصغيرة، داعياً إلى إنشاء “ملاذات آمنة للابتكار” في جميع أنحاء العالم بحيث يتم فيها إقرار العديد من القوانين واللوائح الخاصة بالشركات والمبادرات المبتكرة.
ونوّه الدكتور فيرجسون إلى أن الحاجة إلى الابتكار تعتبر مسألة عاجلة، مع ضرورة تحقيق التوازن بين الحفاظ على مكتسباتنا اليوم وضمان كل ما هو أفضل في القادم من المستقبل. ودعا إلى تكاتف الجهود لتطوير ودعم منظومة الابتكار لتسريع عجلة الابتكار وتعزيز استدامة وسلامة الأشياء المحيطة بنا. وأردف قائلاً: “دعونا نبتكر بطريقة مثالية وفعالة، وأن نوجه دفة اهتماماتنا نحو الحفاظ على كل يجعل حياتنا أفضل في الغد. لأننا إذا لم نؤسس لمستقبل أفضل، فقد نندم على الماضي”.
ويركز الدكتور فيرجسون في أبحاثه وتدريسه بمعهد مصدر على مجالات ريادة الأعمال، وإدارة التكنولوجيا و”منظومة الابتكار”.
يذكر أن الدكتور فيرجسون هو المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات سابقاً في شركة Orbital Sciences Corporation، الرائدة في مجال أنظمة الفضاء والصواريخ من الفئة الصغيرة والمتوسطة، كما أنه المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي سابقاً لشركة Edenspace Systems Corporation، وهي شركة متخصصة في تكنولوجيا المحاصيل. كما عمل في السابق محامياً في قسم الشركات والأوراق المالية في شركة كيركلاند آند آليس للمحاماة في شيكاغو.
وبالإضافة إلى ذلك، يشغل الدكتور فيرجسون عضوية مجلس الأمناء في مؤسسة كارنيجي في واشنطن، وهو زميل سابق لمركز جامعة جورج واشنطن لسياسات العلوم والتكنولوجيا الدولية. ويحمل الدكتور فيرجسون درجة الدكتوراه، مع ماجستير في إدارة الأعمال، وماجستير في التربية، وبكالوريوس في الفنون من جامعة هارفارد.
وباعتباره أحد الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية “مصدر” وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة أبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولا سيما منها تغير المناخ.
ويوفر المعهد، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.