Home لقاءات استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية تهدف إلى تعزيز مفهوم المدينة الذكية و البيئة المعيشية المستدامة
0

استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية تهدف إلى تعزيز مفهوم المدينة الذكية و البيئة المعيشية المستدامة

0
0

في إطار رؤية تحول حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل, أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية و تقوم تلك الإستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسية: «التقنيات» الذي سيلبي الاحتياجات التقنية ويوفّر البيانات لضمان إجراء كل المعاملات والإجراءات الحكومية بلا أوراق. و«التشريعات»، ويعمل على سن التغييرات التشريعية اللازمة لتمكين المعاملات بلا أوراق في جميع المؤسسات. و«الثقافة»، للمضي قدماً في تخطي العوائق الثقافية لدى الأفراد والمؤسسات، لتعزيز اعتماد المعاملات والإجراءات بلا أوراق.

وفي إطار هذا الموضوع كان لنا لقاء مع محمود اليحيى، مدير وحدة إنتاج أعمال التكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط لدى زيروكس, ليطلعنا عن تأثير تلك الإستراتيجية على الصناعة و البيئة  المستدامة في الدولة و هل لها دورا في طرح المزيد من الفرص للشركات في الدولة.

 

  • كيف تساهم استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية في التحول الرقمي والمدن الذكية؟ وكيف تدعم الاقتصاد الرقمي؟

لقد أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية مؤخراً، التي تتماشى مع أهداف رؤية الإمارات 2021، والتي ترمي إلى أن تصبح الإمارات من أفضل دول العالم، وذلك من خلال ترسيخ قواعد الاقتصاد المتنوع، وذو التنافسية العالية، وفي نفس الوقت توفير البيئة المعيشية المستدامة.

تلعب عملية التحول الرقمي دوراً حيوياً في مسيرة تطور المدن الذكية، إذ تشكل استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية مبادرة بناءة من شأنها دعم هذا التوجه. أما مسيرة نمو المدن الذكية فهي عملية تسعى في هدفها النهائي إلى استثمار كافة الموارد المتاحة بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية. ومن شأن المبادرات التي تدعم عمليات التحول الرقمي العمل على تعزيز مستوى الجودة والأداء والتفاعل مع الخدمات في المدينة، كما أنها قادرة على خفض التكاليف واستهلاك الموارد، إلى جانب توطيد أواصر التعاون والعمل المشترك بين المواطنين والهيئات الحكومية.

يستند الاقتصاد الرقمي من جهةٍ أخرى إلى مسيرة عمليات التحول الرقمي، ومدى نجاحها. وبالتزامن مع تحسين عمليات التحول الرقمي لمستوى أداء الاقتصاد في المدن، والحفاظ على قدرته التنافسية على الصعيد العالمي، فإنها تتيح في الوقت نفسه للقطاع الخاص إمكانية تعزيز مستوى عملياته ومنتجاته وخدماته، وذلك عبر الاستفادة من توجهات الابتكارات الرقمية الصاعدة، كما أنها ستسهل من نمط حياة رواد الأعمال من خلال طرح خدمات رقمية انسيابية ومجزية من أجل إطلاق الشركات. كما إن تبسيط اللوائح والقوانين، وتوفير الخدمات المريحة، وتأمين الدعم اللازم للشركات من خلال توفير الحاضنات والمسرعات الاقتصادية، سيعزز من مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار.

  • كيف يمكن تعزيز استخدام بيئة خالية من الأوراق في اقتصاد الإمارات؟

تتجه الحكومات والشركات بوتيرة متسارعة نحو تبني البيئات الرقمية اللاورقية، وهناك العديد من الخطوات التي تستطيع الحكومة اتخاذها من أجل إنجاح هذا التوجه، لكنها تعتمد بالدرجة الأولى على التقنيات ورأس المال البشري والسياسات. فالحكومات تطرح المئات، بل ربما الآلاف، من العمليات والأولويات، إلا أنها تملك موارد محدودة. لذا، من الصعوبة بمكان إطلاق عمليات التحول الرقمي في كل مكان، وفي آن واحد، والأمر يرتبط هنا بدرجة الأولوية.

أما النطاق الأضيق لمفهوم عمليات “التحول الرقمي” فإنه تشير إلى إتمام المعاملات دون الحاجة لاستخدام “الورق”. في حين نجد بأن المفهوم الأوسع لهذا المصطلح يشير إلى إعادة صياغة وهندسة طرق سير العمل. وما بين الاثنين هناك مجموعة واسعة من التفاسير الأخرى لعمليات التحول الرقمي، التي لا يمكن الجزم بـ “خطئها” أو “صحتها”، لأن عملية “التحول الرقمي” نسبية جداً، وتعتمد بدرجة كبيرة على المكان الذي ستنطلق منه.

وبإمكان الحكومات اتخاذ ثلاث خطوات رئيسية من شأنها تحقيق نقلة نوعية وناجحة وانسيابية نحو بيئة خالية من استخدام الأوراق:

  • التقييم والتحسين: البدء من خلال عمليات التدقيق، والتتبع، والقياس، وتحليل طبيعة وكيفية استخدام الورق. وقد تشير عملية “التحسين” إلى التحول الرقمي، أو إلى إعادة هندسة العمليات الورقية بالدرجة الأولى، لكنها يجب أن تلي عملية تقييم شاملة ومبنية على الرؤى التطلعية من أجل حصد النتائج المجزية.
  • الأمن والتكامل: لا تنس النظر إلى المشهد من مفهومه الأوسع، فالكلفة والأمن والانسيابية تعتبر من دوافع عمليات التحول الرقمي، ولن تجنِ النتائج المنشودة إلا إذا انطلقت من العامل الأمني، وتأكدت من تكامل عمل التقنيات والعمليات والأشخاص معاً.
  • الأتمتة والتبسيط: قبل الشروع بأتمتة أية عمليات وجعلها أكثر بساطة ورقمية وخالية من استخدام الأوراق، فمن الهام اتخاذ الخطوات السابقة 1 و2 أولاً، حيث ينبغي إجراء عملية تقييم قبل البدء بالأتمتة، ومن ثم ستبدأ النتائج الأفضل بالتتالي.
  • ما مدي انعكاس ذلك على الشركات التكنولوجية؟ وهل سيزيد من حجم الاستثمار ومعدلات الإنفاق على التكنولوجيا بالدولة؟

بدأت غالبية المؤسسات بالفعل إما بإطلاق مبادرات تتضمن عمليات التحول الرقمي، أو أنها تعتزم القيام بذلك خلال السنة أو السنتين القادمتين. وقد ركزت معظم عمليات الاستحواذ أو مجالات التنمية التي قامت بها شركات التوريد خلال السنوات الخمس الماضية على حلول البرمجيات، والآن أصبح الوقت مثالياً للاستفادة من هذه القدرات الجديدة.

كما أن بيئة العمل الرقمية تنطوي على تطبيق آليات أتمتة سير العمل، وعمليات التحليل، والذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلات، والمفتاح الفعلي لتحقيق المهام المكتبية دون الحاجة للأعمال الورقية يتمثل في التركيز على كيفية تحويل مهام العمل اليومي إلى مهام يمكن تنفيذها بشكل رقمي. فعلى صعيد كبرى المؤسسات، مثل الهيئات الحكومية، يعتبر الورق الوسيلة التقليدية لنقل المعلومات من مكان لآخر. لذا، كي نتمكن من تشكيل استراتيجية محكمة ومتكاملة لعمليات التحول الرقمي، علينا بالدرجة الأولى معرفة مراحل وعمليات سير العمل القائمة.

  • كيف تدعم زيروكس استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية؟

تعتبر عمليات التحول الرقمي من الأولويات الرئيسية بالنسبة لاستراتيجية شركة زيروكس، ومسيرة تطويرها للتقنيات، فنحن نواصل الابتكار من أجل إيجاد بيئات أعلى أداءً وخالية من الورق. وبإمكان أي مؤسسة، سواءً كانت عامة أو خاصة، البدء باتباع هذه الاستراتيجية بكل بساطة من خلال استهلاك كمية أقل من الورق، كما أن هناك عدد من الاستراتيجيات الأساسية والبسيطة جداً للحد بدرجة كبيرة من استهلاك الورق.

أولاً وقبل كل شيء، عليك إصدار أمر الطباعة عند الحاجة إليه فقط. ثانياً، استخدم جانبي الورقة كلما أمكنك ذلك. وتتميز شركة زيروكس بكونها أول من طرح تقنية الطباعة والنسخ على كلا وجهي الورقة، نظراً إلى الميزة الاقتصادية الجلية لاستخدام النصف الآخر من الورقة عند الطباعة والنسخ. وبإمكان المستخدم تعيين الطباعة على كلا الوجهين كخيار افتراضي ضمن برامج الطباعة. ثالثاً، الطباعة بالألوان عند توفر الإمكانية، لأنها توفر فعالية أكبر عند استخدامها بمسؤولية.

الاستعانة بعمليات المسح الضوئي الموجهة إلى البريد الإلكتروني وسير العمل ومواقع التخزين، فهي تتميز ببساطة استخدامها حالياً عبر أي جهاز متعدد الوظائف، كما أنها الوسيلة الأسرع لإيصال المعلومات المطبوعة إلى قائمة التوزيع، وتوفر طريقة مثالية لفرق عمل المراجعة والتنقيح، فهي تمكنهم من تبادل التعديلات والملاحظات، وتوفر عليهم تكاليف التوصيل السريع للمستندات، واستخدام خطوط الفاكس، والكلفة المرتبطة باستخدام الورق. ولا تزال عملية تحويل البيانات المطبوعة إلى معلومات رقمية في مراحلها المبكرة، لذا تعتبر عملية المسح الضوئي من الاستراتيجيات الأساسية المتعبة للحد من استهلاك الورق. وإليكم فيما يلي بعض الأفكار البناءة التي من شأنها تعزيز هذا التوجه، حيث بإمكانكم مشاركة ذات المستند الرقمي مباشرةً وإرساله إلى العديد من الوجهات في نفس الوقت حسب الحاجة، في حين لا بد من نسخ المستندات الورقية وتوزيعها بشكل فردي. فعلى سبيل المثال، لنلقِ نظرة على ما سنقوم به في “غرفة البريد الرقمية”، التي تركز على موضوع معالجة الكم الهائل من المراسلات التجارية اليومية التي يتوجب على المؤسسة التعامل معها، وهي تستعين في سبيل ذلك بمجموعة متنوعة من تقنيات المسح الضوئي الذكية، التي تحاكي قدرة معالجة الإنسان للبريد الوارد، وذلك من حيث القراءة والتعرّف والتصنيف والفهرسة وتوجيهها نحو وسائل المعالجة الأنسب. كما توفر “غرفة البريد الرقمية” الكثير من الفوائد من حيث اختصار الزمن (تحسين سرعة المعالجة)، وتعزيز الجودة (توفير خدمة عالية الجودة للعميل)، وخفض التكاليف، والامتثال التنظيمي.

كما أننا نستثمر خبراتنا من أجل توفير حزمة منتجاتنا لأكبر قدر ممكن الأشخاص، إلى جانب تعزيز قمة الأصول من خلال تقديم أجهزة مجموعة عمل متعددة الوظائف وطابعات محلية التغطية، إلى جانب الحرص على توفير الأدوات والبرامج المناسبة للمستخدمين في الأماكن المناسبة، كي يتمكنوا من إنجاز عملهم بكفاءة وفعالية. وهو ما نطلق عليه مصطلح “البيئة المكتبية المثالية”، فحزمة الخدمات المكتبية Office Services Suite من زيروكس تتضمن تقنية متطورة تدعى تعدين البينة التحتية للطباعة Print Infrastructure Mining، التي تقوم بحوسبة أنماط استخدام الطباعة للمساهمة في تحسين أداء أسطول الطابعات التي لديك، وفي نفس الوقت الحد من استهلاك الورق. ومن خلال الاستعانة بخوارزميات الشبكات الاجتماعية (مثل، youtube.com، وamazon.com، وما إلى ذلك)، تقوم هذه التقنية الرائدة، التي تم تطويرها في مركز أبحاث زيروكس في أوروبا، بشكل تلقائي بجمع أنشطة الطباعة، أي مسار الطباعة المحدد، ونوع التنسيقات المختارة لطباعة المستندات. كما تتيح هذه التقنية للمدير إمكانية تحديد أفضل الطرق المتبعة لتحديد وترشيد استهلاك البنية التحتية في المؤسسة، سعياً لتعزيز مستوى الكفاءة والحد من التكاليف، وبالتالي ترشيد استهلاك الطاقة والورق. وهناك الكثير من الأدوات والطرق التي بإمكانها المساعدة في القضاء على عمليات الطباعة الورقية، لكن البدء بتطبيقها ينطلق دائماً بخطوات بسيطة جداً، حيث أنها تتطلب إجراء نظرة فاحصة ودقيقة حول طبيعة سير العمل القائم في الوقت الحاضر، وذلك من أجل تقييم حجم التغييرات المطلوب إجرائها في المستقبل للوصول إلى حكومة أكثر ذكاءً واستدامةً.

  • برأيكم أين سيضع تطبيق هذا النوع من الاستراتيجية دولة الإمارات على خارطة العالم؟

قادت الحكومة الرشيدة مسيرة نمو وازدهار دبي، بحيث أضحت قادرة على المنافسة عالمياً، وستواصل الحفاظ على مكانتها الرائدة والمتميزة من خلال تبني التقنيات المتكاملة، وإطلاق المبادرات الهامة والحيوية مثل برنامج الحكومة اللاورقية. لكن في وجهة نظرنا، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي إلى نشر روح السعادة الغامرة بين جميع الأشخاص المقيمين والزائرين للبلاد، فمشاريع التطوير المتواصلة هذه من شأنها تسهيل مستوى تفاعل الناس، عبر نمط حياتهم وأعمالهم، مع الهيئات الحكومية، إلى جانب توفير الوقت والمال، الأمر الذي يؤدي إلى توفير تجربة العيش في كنف مدينة سعيدة.

التعليقات

LEAVE YOUR COMMENT

Your email address will not be published. Required fields are marked *